أفضل طرق التغيير

أفضل طريقة للتغيير د.سعد بحيري

التغيير بحاجة الى مبادرة وتحركات فردية وجماعية ممن يسعون اليه يقول الله عز وجل «اِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَاِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ». وأفضل الطرق للتغيير وحل المشكلات والتغلب على العقبات التي يواجهها الفرد والمجتمع هي البدء في معالجة الأمور ولو بخطوات صغيرة فالشجرة في البدء كانت بذرة وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة. والتعاون في حل مشكلة ما – ولو على نطاق ضيق كالشارع أو القرية أو الحي – يمكن أن يسهم في رقي المجتمع ونهضة الدولة والأمة. والكثير من المبادرات الفردية التي كتب لها النجاح تحولت الى مؤسسات استفاد من خدماتها الملايين من الناس ومن الأمثلة على ذلك المبادرة التي قام بها أستاذ الاقتصاد البنغالي محمد يونس وهي تأسيس بنك للفقراء من أجل مساعدتهم وانتشالهم من براثن الفقر والجوع والرجل لم يبدأ في تحقيق حلمه ومشروعه بالملايين والمليارات وانما بدأه بـ 27 دولاراً فقط أما الآن فحجم القروض الصغيرة التي يقدمها بنك جرامين الذي أسسه عام 1976 تبلغ حوالي 5,7 مليار دولار. وهذه الفكرة البسيطة تحولت من المحلية الى العالمية فقد استطاعت مؤسسة جرامين التابعة للبنك أن تكون شبكة عالمية وأن تقدم العون لنحو 11 مليون من الفقراء في أنحاء كثيرة من العالم ولذلك استحق محمد يونس وبنك الفقراء الذي أسسه أن ينالا جائزة نوبل عام 2006. ومن أسباب نهوض الغرب والدول المتقدمة في العالم المبادرات الفردية والجماعية والاهتمام بالعمل التطوعي وبالجمعيات الأهلية والمنظمات غير الربحية فهذه المؤسسات لها دورها في تنمية المجتمعات والنهوض بها. فالولايات المتحدة يوجد بها أكثر من مليون ونصف مليون مؤسسة غير ربحية وفي فرنسا 600 ألف مؤسسة ويوجد في اسرائيل حوالي 30 ألف مؤسسة غير ربحية. والمؤسسات غير الربحية يمكنها تحقيق نجاحات كبيرة في مجال التعليم والتدريب وفي مجال التأهيل والتشغيل. ومن خلال هذه المؤسسات يمكن لأفراد المجتمع والشباب منهم بصفة خاصة الاسهام في نهضة المجتمعات التي يعيشون فيها. ومن فوائد العمل الجماعي والتطوعي ترسيخ مفهوم المشاركة والمسؤولية والقضاء على السلبية والاتكالية فالحكومات لن تصنع شيئاً والجميع يعرفون العقبات التي تمنعها من تحسين أوضاع الجماهير ومنها الاستبداد واستئثار البعض بالسلطة والثروة والبيروقراطية والروتين والفساد المنتشر في الدوائر الحكومية ونهب المال العام. والمجالات التي يمكن أن تُسهم فيها المبادرات الفردية والجماعية لا حصر لها ومن هذه المجالات : • المجال التعليمي ومحاربة الأمية وذلك بعد فشل الحكومات في القضاء عليها ووجود أكثر من 70 مليون أمي في العالم العربي. • ومنها التدريب والتأهيل وخلق فرص عمل للشباب والفتيات وللقادرين على العمل. ومنها القضاء على المظاهر السلبية في المجتمع ومنها محاربة آفة التدخين المنتشرة في المجتمعات العربية والإسلامية وبجهود هذه الجمعيات والمنظمات يمكن خفض نسبة المدخنين الى أقل نسبة ممكنة. • ومنها مجال النظافة العامة والمحافظة على البيئة من التلوث والكثير من الحكومات في العالم العربي فشلت حتى في ادارة مرفق النظافة واستعانت بعضها بشركات أجنبية للتولى ادارة هذا القطاع الذي يمثل ثروة في الدول المتقدمة التي تستفيد من القمامة والمخلفات في الحصول على مواد أولية رخيصة والحصول على الطاقة وعلى الأسمدة وغيرها. • ومن المجالات التي يمكن أن تسهم فيها هذه الجمعيات والمنظمات التوعية والتثقيف الصحي والمجتمعات العربية والإسلامية بحاجة ماسة الى هذه التوعية لأن الكثير من الأمراض المنتشرة في هذه المجتمعات تحدث نتيجة غياب الوعي الصحي. ومن هذه المجالات الحد من الحوادث المرورية التي توقع آلاف القتلى والمصابين سنوياً وتكبد الاقتصاديات الوطنية في الدول العربية خسائر فادحة.

Author: saad sadek

I am concerned with green land all over the world visite my site: to reed my vision the site is : www.green-alex.com

Share This Post On