الرئيس والعمل الجماعي طريق النجاح أو العودة لمربع الصفر
دكتور
عبدالرحيم محمد
استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي
مما لا شك فيه أن العمل الجماعي هو أساس النجاح وهو الوسيلة التي تعمل على الاستغلال الأمثل لرأس المال البشري ورأس المال الفكري، وعندما يدرك من يقود المنظومة أهمية توجيه الجميع للعمل معا نحو تحقيق الهدف يعمل تقليل الصراع وخلق المنافسة كلما استطاع أن يحقق النجاح ويواجه التحدي.
المشكلة التي تواجه مصر كما نقرئها من المشهد الراهن هي عدم القدرة على العمل الجماعي ويظهر ذلك في الخلافات والانشقاقات التي ظهرت من بعد ثورة 25 يناير فهناك خلاف وشقاق داخل الأحزاب والائتلافات وانفراد بالرأي وعدم فهم معنى الحرية والديمقراطية، وعدم وضع مصلحة مصر فوق مصلحة الكراسي والأهواء الشخصية والبحث المصالح، وعدم إدراك التحديات الداخلية التي تواجه الدولة والتي يجب على من يدير مصر أن يعلمها بدقة وأهمها:
-التحدي الذي يواجه الرئيس القادم هي كيفية وضع رؤية واضحة وأهداف محددة يلتف حولها الجميع
-التحدي الذي يواجه الرئيس القادم هو كيفية إصلاح ما افسده الدهر من ضياع للقيم.
-التحدي الذي يواجه الرئيس القادم هو إدراك أن مشكلة مصر مشكلة إدارة
-التحدي الذي يواجه الرئيس القادم هو استخدام منهجية علمية سليمة للاستغلال ثروات مصر
التحدي الذي يواجه الرئيس القادم هو كيفية تفعيل دور المجتمع المدني.
التحدي الذي يواجه الرئيس القادم هو كيفية مشاركة القطاع الخاص في تحمل المسئولية الاجتماعية
التحدي الذي يواجه الرئيس القادم هو كيفية جعل مصر محط أنظار العالم وتحقيق التوازنات الإقليمية والعالمية
جميع هذه التحديات لا يمكن مواجهتها إلا من خلال العمل الجماعي وتحديد الأدوار وتحديد مسئولية كل فرد أن يقوم بها والتحول من ثقافة الفردية والفرعونية إلى ثقافة العمل بروح الفريق ، والتحول من الأنانية إلى إدراك أن النتيجة النهائية هي مسئولية كل فرد في المنظومة، إدراك أن المشكلة ليست مسئولية فرد أو قطاع أو جهة ولكن المشكلة هي مسئولية الجميع.
إذا أدرك الرئيس أن مشكلة مصر مشكلة إدارية، وأن فشل الادارة المصرية هو نتيجة فشل العمل بروح الفريق وفلسفة العمل الجماعي، هنا لا يمكن العودة إلى مربع الصفر.
حفظ الله مصر
