“إيلون ماسك” الإدارة بالأهداف الكبيرة والمصالح الشخصية

إيلون ماسك  الإدارة بالأهداف الكبيرة والمصالح الشخصية

دكتور

عبدالرحيم محمد

عضو هيئة تدريس (منتدب) كلية المجتمع

مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

drabdo68@yahoo.co

 

من قراءة  العديد من المقالات التي تناولت أسلوب القيادة عند إيلون ماسك ومنها على سبيل المثال مقالات في مجلة Forbs   ومنصة Fingerprint for Success وهى متخصصة  في التطوير الشخصي والمهني، وغيرها من الكتابات التي تناولت  قصة نجاح ماسك. يمكن تحديد أهم ملامح أسلوب  القيادة الذي  يعتمد عليه.

إيلون ماسك الرئيسي التنفيذي لشركتي Tesla and SpaceX  هو واحد من أكثر رواد الأعمال ابتكارا والقدرة على بناء الشركات الناجحة. ولد إيلون ماسك في جنوب أفريقيا عام 1971  ومن المشكلات التي واجهته في حياته هو التنمر خلال فترة الدراسة، ومشكلة أخرى هي العيش مع والده والمعاملة  السيئة التي كان يتعامل معه بها ورفضة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية .

بعد انتهاء المرحلة الثانوية سافر إلى أمريكا وتخرج من الجامعة وعمل في وادي السيلكون مع شقيقة واسسوا شركة Zep2  وهى دليل للإعلانات عن الشركات على الانترنت . ويمكن تصنيف أسلوب إيلون ماسك في القيادة على انه أسلوب تحويلي، فهو يركز على أفضل طريقة للقيام بالعمل  والتركيز على التحسين المستمر ، لدية أفكار كبيرة ويعمل على توحيد فريقه  حول رؤيته وأهدافه فهو يفكر دائما خارج الصندوق.

اهم عناصر أسلوب القيادة عند إيلون ماسك:

الابتكار: وهى عدم التقليد الأعمى  ورفض السير في  أى اتجاه بطريقة غير مدروسة تماما.  والتشكيك في الوضع الراهن  وضرورة التأكد من المبادئ الأساسية  في أي عمل  يسعى للدخول فيه. فهو يسعى إلى السيطرة على المريخ  ويبني صواريخ ويعطل صناعة السيارة الحالية ويبني السيارات الكهربائية.  فهو جريء يركز على المستقبل ويتوقع من فريقة أن يكون لديهم القدرة على الابتكار. والقدرة على تحويل الأفكار إلى أفعال.

الإلهام: يرى إيلون ماسك انه في  الكثير من الشركات الكبرى تركز  على العمليات أهم من التفكير،  ويرى  الكثير من الذين عملوا ماسك  انه قائد ملهم للغاية  على الرغم من هناك الكثير من أفكاره غير قابلة للتحقيق  إلا أنه لديه القدرة على بث الحماس في الموظفين وجعلهم متحمسين لمشروعاته وخططه. وقدرته على جعل الناس يؤمنون برؤيته.

سرعة التأثير:  تساهم هذه الصفة في نمو الأعمال والابتكار.  وعلى الرغم من أهمية هذه الصفة إلا أنها أحيانا عند ماسك في بعض المشروعات تحبط بعض الشخاص الذين يطلب منهم العمل على إحدى المشروعات وبعد ان يقضوا وقتا طويلا في العمل يصل إلى مئات الساعات يغير رأيه المشروع.

الطموح: من المعروف  عنه انه يضع أهداف قد تبدو مستحيلة ويضع معايير عالية لفريقة وفي نفس الوقت يدرك تماما أن فريقة في حاجة إلى  درجة عالية من السلامة النفسية ( ويقصد بها أنه يمكن ان يفشلوا دون خوف من التداعيات المترتبة على الفشل من لوم والتوبيخ والعقاب )  من أجل متابعة الأهداف ، ويقول ماسك ” الفشل خيار  ، إذا لم تجرب وتفشل فأنت  لا تبتكر بما يه الكفاية. “.

شخصية مسيطرة: يقول ماسك ” اعمل بأقصى ما تستطيع” work like hell ويقصد بها أن تعمل من 80 إلى 100 ساعة في الأسبوع.  وذلك لتحسين احتمالات النجاح. فهو يقول انه يرى الشيء الخطأ في المنتج  سواء كان سيارة او مركبة فضاء، لأن الجانب الصحيح لا يهمه لأنه هو الطبيعي، ورؤية الخطاء تساهم في التطوير.

القدرة على قول لا: وهذه نقطة مهمة في القائد،  أن يعرف متى يقول لا،  وهذا ما حدث مع إليون ماسك عام  2017 عندما استقال من منصبة  في المجلس الاستشاري في البيت الأبيض  بسبب انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس،  على الرغم من أهمية المنصب . كما انه رأي انها تؤثر على عمله وبالتالي القائد يحتاج  التراجع وقول لا عندما لا  لا يحقق ما يقوم به  أهدافه الشخصية والتنظيمية.

الفضول والاستمرار في التعلم: التعلم مدى الحياة هو عنصر أساسي في أسلوب قيادة إليون ماسك. الطريقة التي يقود بها ماسك  تعتمد على  القول المأثور القديم ” صوب نحو القمر حتى لو أخطأت  فسيقع سهمك بين النجوم shooting  for the moon  so that even if you miss, you will end up among the stars . إليون ماسك  لا يعمل من فراغ ولكنه يحيط نفسه بمجموعة من الموظفين الأكفاء وهذا ما جعله متميزا ومنفتحا على  الاخرين، ولديه الاستعداد للتعلم. ومن مراجعة السيرة الذاتية لأندروا كارنجي يقول أن المدير الناجح هو من  يعتمد على موظفين يعملون معه أذكي منه.

في النهاية حتى تفهم أي شخصية قيادية يجب ان تفهم البيئة التي نشأت فيها ، وكما يتضح  في بداية المقالة أن تعرضه للتنمر والمعاملة التي كان يواجهها من والده والضغوط عليه جعلت منه شخصية متمردة تبحث عن التميز وتنتصر من كل هؤلاء المحيطين به  وتمكنه من السيطرة. الكثير من هذه الأمور كان لها تأثير على شخصية وطريقته في وضع أهدافه واختيار فرق عمله.   فعندما كان طفلا كان  شغوفا بأفلام الخيال العلمي  والسفر إلى الفضاء وقرأ كثيرا في هذا المجال،  وفي سن الثانية عشرة صمم برنامج كمبيوتر لحساب مسارات الصواريخ وفي السن الرابعة عشرة  كان يصمم الصواريخ بالورقة والقلم. بالإضافة إلى قراءته المستمرة عن الشخصيات القيادية المؤثرة  مثل بنيامين فرانكلين وستيف جوبز وألبرت أينشاتين واسحاق نيوتن ونيكولا تسلا.  ويتضح تأثير البيئة التي نشأ فيها والقراءات التي شكلت شخصيته مدى انعكاسها على أسلوبه في القيادة.

 المقالة هنا إيلون ماسك الإدارة بالأهداف الكبيرة والمصالح الشخصية

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On