إدارة الموارد البشرية وعالمية رأس المال الفكري

إدارة الموارد البشرية وعالمية رأس المال الفكري

دكتور

عبدالرحيم محمد

أستاذ الإدارة العامة المساعد ( منتدب) كلية المجتمع

drabdo68@yahoo.com

 

تواجه إدارات الموارد البشرية تغيرا كبيرا في أدوارها  ومسؤولياتها  نتيجة العولمة  والتغييرات الكيرة التي  حدثت في سوق العمل . وبالتالي أصبح دور إدارة  الموارد البشرية هو الدور الأكثر أهمية في إدارات المنظمة.  وتزاد أهمية هذا الدور نتيجة الاهتمام الكبير من المنظمات برأس المال الفكري  والاقتصاد القائم على المعرفة  والاهتمام الكبير بإدارة المواهب والاستراتيجيات المتعلقة بها وهى استراتيجيات الجذب والتنمية والمحافظة عليها. تركز  المنظمات اليوم معظم اهتمامها على كيفية إضافة القيمة لما تقوم به من أنشطة ،  وهذه القيمة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال كفاءات بشرية قادة على تحويل الإمكانات المادية إلى سلع وخدمات تمثل قيمة مضافة.

هذا التطور الكبير في ظل العولمة فرض على إدارات الموارد البشرية وضع أنظمة وضوابط إدارية وأنظمة لتخطيط الموارد البشرية  ونظم الاختيار والتعيين والتدريب والتقييم والاحلال  للعناصر الحالية بما يتواكب مع المتغيرات التي تفرضها العولمة.  و تحاول الشركات الآن تبني الطرق المبتكرة والمتقدمة تقنيا للنمو في المؤسسة من خلال البحث عن الكفاءات ليس داخل الدولة فقط ولكن خارج حدودها وتوفر لهم اساليب الجذب التي تمكنها من جذب هؤلاء لقوة العمل بها  حتى تحقق اضافة لرأس المال الفكري بها. ولهذا تغير فكر المؤسسات التي تسعى للعالمية والتطور فهى لا تنظر للموظفين على انهم أرقام يمكن استبدالهم في اي وقت واي لحظة ، بل تنظر للموظفين على انهم قيمة من الصعب التنازل عنها، لأنها لو تركتهم سيذهبون لمنافسين ولن تشعر بقيمتهم إلا على المدى الطويل.

هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في سوق العمل العالمي،  تتمثل في ثقافة المجتمع ،النظام التعليمي ، المستوى الاقتصادي، النظام السياسي والتشريعي.  هذه العوامل  لها تأثير كبير في تطوير التعليم في  دول العالم، وتحاول الدول اليوم تغيير ثقافة المجتمع  ونظرته إلى التعليم من مجرد مخرجات إلى نتائج ، بمعنى النظر إلى التعليم على أنه تخريج كوادر تحدث تغيير في سوق العمل وليس مجرد أعداد. كما تعمل الدول على  التحول من  التعليم التقليدي إلى التعليم الحديث القائم على التفكير والابداع من خلال تطوير النظام التعليمي. كما يؤثر المستوى الاقتصادي للدولة على كفاء العنصر البشري ولهذا هناك اهتمام بتخصيص المزيد من الموارد المالية لدعم العملية التعليمية والتدريبية،  كما أن  استقرار المناخ  السياسي  ووجود التشريعات المناسبة لمنظومة التعليم والتدريب تساهم بشكل كبير في  تطوير المنظومة التعليمية.

أصبح التفكير الآن ليس فقط  في تخريج  كوادر للعمل داخل الدولة ولكن تخريج كوادر مؤهلة للعمل داخل الدولة وخارجها ، لأن رأس المال الفكري واقتصاد المعرفة لم يعد حكرا على دولة بعينها ولكنه يتحرك إلى حيث اضافة القيمة، والدول الآن تستثمر في العنصر البشري وتقوم بتصديره للخارج ليحقق لها عائد بالإضافة إلى الاستفادة بالكثير منه داخل حدودها في تطوير العمل بها وتحقيق ابتكارات لها تأثير كبير على اقتصادها، وهناك مؤشرات دولية لقياس كفاءة الدولة وتصنيفها  عالميا طبقا لمدى اهتمامها برأس المال الفكري .

ففي ظل اقتصاد المعرفة تغيرت نظم وأساليب إدارات الموارد البشرية  نتيجة التغير في احتياجات السوق ونتيجة التغيير في نظر الدول للعنصر البشري والتحول لاقتصاد المعرفة ، وهذا يتطلب تغيير أدوار واختصاصات إدارات الموارد البشرية ، وتغيير  نظم الاختيار والتعيين وطرق وأساليب البحث عن الكوادر ، هذا يحتاج إلى آليات ونظم جديدة تركز على الكفاءة واضافة القيمة وليس فقط الحصول على عنصر بشري لسد شاغر لوظيفة في المنظمة.

المقالة من هنا   إدارات الموارد البشرية و عالمية رأس المال الفكري

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On