الادارة المصرية والأزمة الإعلامية
دكتور
عبدالرحيم محمد
إستشاري التخطيط الإستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي
ان ما حدث مع قنوات دريم دليل على ان الحكومة المصرية تفتقر الى الخبرة وعدم القدرة على العطاء وليس لديها القدرة على تقبل النقد فهى حكومة تتحدث عن الحريات وهى لا تمتلك المفهوم، تتحدث عن الإنجاز وهى ترتكب الكثير من الأخطاء. أتحدث بصفتك إعلامي عملت بالأعلام عشر سنوات قبل أن أتركه من كثرة القيود في عصر النظام السابق، وأتحدث بصفتك خبيرا في مجال الادارة وأقول ليس بهذا الشكل تدار المؤسسات وليس بهذه الطريقة يتم التعامل مع المشكلات والقضايا، وليس من الذكاء ان تتخذ القرارات بمنهجية تصفية الحسابات، الادارة الصحيحة تدرس القرار وتصنعه جيدا قبل اتخاذه وتدرس العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في اتخاذ القرار و تحديد البدائل واختيار انسبها عندما نقوم بإسقاط منهجية اتخاذ القرار مع ما حدث مع قنوات دريم نجد ان هناك غباء اداري وفقر سياسي وضعف شديد في فلسفة التعامل مع المواقف هل من الذكاء منع الناس من ان تعبر عن آرائها وتعبر عن ما يدور في داخلها.
لقد سقط النظام السابق عندما اصبح أصم لا يسمع الاخرين فعبرت الناس عن ما بداخلها بالمظاهرات والاعتصامات حتى سقط النظام واعتقد ان الادارة الحالية يبدوا انها لم تفهم الدرس جيدا يبدوا انها في مرحلة صمم جزئي نحو الشارع المصري وتحتاج الى صوت قوي وضربة قوية حتى تفيق من غيبوبتها يجب ان تعلم الادارة المصرية ان الاعلام هو السلاح القوي في بناء وهدم النظم وهو ألذي هدم النظام السابق ويستطيع ان يهدم النظام الحالي والقادم. الادارة الصحيحة للدولة هى البعد عن تكميم الأفواه وإلغاء عبارة من ليس معى فهو عدوي على الإدارة المصرية ان تعي ذلك جيدا وان تدرس القرار جيدا قبل اتخاذه. وجعل الناس يعبرون عن رأيهم حتى لو ضد الحكومة وضد الرئيس طالما ليس فيها إساءة وبما يتفق مع المعايير المهنية وعدم التجريح، فهو في صالحها لانها من الاعلام تعرف كيف يفكر الناس وما هى مشاكلهم ومنها تتحرك نحو مايريده الرأي العالم.
يجب على الحكومة أن لا تخطأ كما حدث في السابق فتصاب بالصمم الكلي وفي النهاية تحتاج إلى الصوت العالي حتى تسمع ولن تسمع وفي النهاية يكون مصيرها الزوال