عندما تصبح المنظمات ضحية لنجاحها

عندما تصبح المنظمات ضحية لنجاحها

دكتور

عبدالرحيم محمد

مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

أستاذ الادارة المساعد – كلية المجتمع

drabdo68@yahoo.com

في ظل هذه البيئة المتغيرة  والتي فرضت تحديات تواجه المنظمات،  جعلتها  في سباق شرس حتى تجد لنفسها  مكانا تتميز به عن غيرها، الكثير من المنظمات حققت نجاحات هائلة وتتصدر  السوق العالمي ، وتصل قيمتها السوقية أرقاما هائلة قد تصل إلى ترليونات الدولارات، ولكن النجاح له تكلفة، والتكلفة الأكبر هى المحافظة على هذا النجاح، لأن  القيمة الايجابية المتحققة من هذا النجاح قد تكون هى السبب الأساسي في وضع نهاية هذه المنظمات.

تصبح المنظمات ضحية لنجاحها عند تحقق نجاحات كبيرة في السوق، فالمنظمات التي تتصدر السوق العالمي  وتستمر به لسنوات يفرض عليها تحديات كثيرة ، إذا لم تستطيع أن  تواجهها ستكون خارج السوق.  فنجاح المنظمات  يتبطأ بمرور الوقت، وهنا يفرض هذا النجاح على المنظمات إلى البحث عن مسارات  بديلة حتى تستمر في السوق وإلا سوف تخرج من هذا السوق، ومن تتبع ما يحدث في السوق الآن نجد الكثير من المنظمات الناجحة التي حققت تقدما في مجال معين ،  لكي تحافظ على هذا النجاح  لابد لها من ان تدخل في مجال آخر ،  تحتاج المؤسسات التي ترغب في الحفاظ على نمو واستمرار الأعمال التي تقوم بها لفترة طويلة أن    توسيع تفكيرها ليشمل الخدمات أو الحلول أو مجموعات المنتجات،  وهذا يتطلب استخدام  الذكاء الاستراتيجي  والذي هو مزيج منسق من البحث والتحليل وتوزيع المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات استراتيجية تسمح بفرص النمو والازدهار.

والخطر الذي يهدد المنظمات ويجعلها ضحية لنجاحها  هى عدم قدرتها على تحديد  ما يسمى بالنقاط العمياء في المنظمة وهى سوء تقدير حدود الصناعة و عدم تحديد المنافسة الناشئة في الأسواق  وعدم الاتصال بالعملاء  والإفراط في التأكيد على الكفاءة  بفهم المنافسين  وغياب البصيرة الاستراتيجية، هذه الأخطاء تمنع المؤسسات من  الاستفادة من الفرص المتاحة  في السوق. ويساعهم الذكاء الاستراتيجي في معالجة هذه الأخطاء.

مثال على الشركات التي تستخدم الذكاء الاستراتيجي بدرجة عالية هى شركة آبل، تشير البيانات أن شركة أبل سوف تدخل  مجال صناعة السيارات الكهربائية ذاتية القيادة خلال السنوات القادمة، من خلال استغلال امكانياتها التكنولوجية لإدخالها في السيارات ومن خلال خبراتها في صناعة البطاريات لإنتاج بطارية  تستمر لفترة طويلة، بالاضافة إلى تقليل تكلفة انتاج بطاريات السيارات. فهى ستكون منافسا لشركة تسلا أهم شركة تنتج السيارات الكهربائية.  كما تتجه أبل للدخول في صناعة وانتاج الأفلام  كنوع من التواجد في السوق وتنوع العائدات التي تحصل عليها.

بالتأكيد أن النجاح مهم وعلامة مميزة وتاريخ للمنظمات، ولكن هذا يتطلب الرؤية الشاملة لمجال الصناعة، فنجاح صناعة معينة بالتأكيد أنه يجذب المنافسين للدخول فيها، وبالتالي يتطلب من بدء هذه الصناعة او من هو الرائد لها ان يطورها ويبحث عن بدائل تحقق له الاستمرارية وإلا سيكون النجاح هو السبب في  نهاية المؤسسة، فدائما يجب أن يكون منحى المنظمة ليس في مرحلة النضوج ولكن في مرحلة التصاعد حتى لا تكون المنظمة ضحية نجاحها.

الحصول على المقالة من هذا الرابطعندما تصبح المنظمات ضحية لنجاحها

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On