إدارة المشروعات (1) مقتطفات من كتاب مبادىء الإدارة
دكتور
سعد بحيري
أستاذ إدارة الأعمال
دكتور
عبدالرحيم محمد
استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي
تعريف المشروع:
المشروع هو نشاط تستخدم فيه موارد معينة وتنفق من أجله الأموال للحصول على منافع متوقعة خلال فترة زمنية معينة , و قد يكون المشروع زراعى أو صناعى أو سياحى أو خدمى وقد يكون مشروع كبيرا أو مشروعا صغيرا أو متوسط الحجم , قد يكون مشروعا محليا أو مشروعا قوميا أو مشروعا دوليا.
فحينما نرغب في أن نقوم بعمل نحصل من خلاله على شيء جديد لم يكن موجود لدينا من قبل، فنحن باختصار نقوم بعمل مشروع (Project).
إذاً فمفهوم المشاريع لا يقتصر على الأعمال الكبيرة الضخمة ذات الميزانيات العالية و الذي تقوم به الشركات المتخصصة، ولكن كل ما يدخل تحت التعريف التالي بإمكاننا أن نعتبره مشروع:
أي مجهود مؤقت يتم القيام به من أجل الحصول على منتج (Product) أو خدمة (Service) أو نتيجة (Result) فريدة.
هذا التعريف يحتاج إلى وقفات مهمة لتوضيح معالمه:
الأولى: أن مخرجات أي مشروع لن تخرج عن إحدى ثلاث:
1-منتج (Product) وهو أي مخرج ملموس مثل البناء أو ابتكار جهاز أو منتج صناعي.
2-خدمة (Service) مثل خدمة توفير الاتصالات أو توفير الكهرباء والماء وغيرها من الخدمات.
3-نتيجة (Result) مثل ما نحصل عليه عند إجراء بحوث أو دراسات أو حتى عند القيام بحملات دعائية أو انتخابية.
الثانية: أن المشروع هو عبارة عن مجهود مؤقت له بداية وله ونهاية وليس عملاً مستمراً .
الثالثة: أن المشروع عند إنجازه يعطي مخرج (منتج أو خدمة أو نتيجة) فريدة (Unique) أي ليس له سابق في شكله أو مواصفاته أو ظروفه، لذلك فالمنتجات المتكررة التي تخرج من خطوط الإنتاج لا تعتبر مشاريع بل تدخل تحت مفهوم التشغيل.
هنا لابد من الإشارة للفارق الكبير بين مفهوم المشروع (Project) و التشغيل (Operation) حيث أن الكثير يخلطون بينهما فهذين المصطلحين يشتركان في أنهما ينجزان من قبل الأشخاص و العاملين و بموارد محددة مع القيام بالتخطيط اللازم لانجازهما، ولكنهما يختلفان بشكل جوهري في المفهوم و المبدأ و التفكير، فنحن نبدأ المشروع في وقت محدد مخططين لإنجازه في فترة محددة ومن الانتهاء منه بينما نقوم بالتشغيل بشكل مستمر وبخطوات متكررة.وأفضل مثال لذلك هو إنشاء وتشغيل مصنع حيث أن البدء من فكرة المصنع إلى حين البدء في الإنتاج هو مشروع وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة التشغيل.
معايير إختيار المشروع:
هناك بعض المعايير الضرورية لعملية اتخاذ القرار لاختيار المشروع. تتنوع هذه المعايير طبقا لعدة عوامل:
1-العوامل الإقتصادية: وهى تهتم النواحى الإقتصادية التى يمكن أن يضيفها المشروع للمجتمع وهى:
• توفير فرص العمل : عملية توفير فرص العمل من أهم الأشياء التى يسعى المشروع إلى تحقيقها وهى أيضا أحد إهتمامات المجتمع بالمشروع. لأن توفير فرص العمل يساهم بشكل كبير فى خلق نوع من الربط بين المشروع وما يقدمة من منتجات وأفراد المجتمع.
• الارتباط بالمشروعات الآخرى : ويقصد بها إرتباط المشروع بالصناعات أو المشروعات الآخرى كأن يقدم منتج مكمل لما تقدمة المشروعات الآخرى.
• تعظيم الموارد: فكلما كانت هناك موارد طبيعية وموارد متاحة يمكن ان يعتمد عليها المشروع وفى نفس الوقت يمكن ان يعظم من قيمتها لخدمة المجتمع هنا تظهر الحاجة لأهمية المشروع.
• القيمة المضافة : وهى ان تكون هناك قيمة مضافة للناتج القومى وللمجتمع يمكن أن تتحقق من هذا المشروع.
2- العوامل المالية : تأتي مسألة التقييم المالي للمشروع سابقة لاختياره وتشمل:
• نقطة التعادل : تحسب بمعادلة رياضية تعتمد على كمية الانتاج وتكاليف الانتاج الثابتة واسعار المنتج وتكاليف الانتاج المتغيرة . وتحقيق نقطة التعادل Break Even Point تعتبر عملية مهمة فى إختيار المشروع.
• التكاليف الاستثمارية للمشروع وهو رأس المال المطلوب لبدء ، لابد من توافر راس المال المطلوب والذى يمكن المشروع من القيام بالأنشطة ويبدأ فى عملية الإنتاج.
• معدل العائد الداخلي : سعر الفائدة الذي يجعل القيمة الحالية للنفقات النقدية المستقبلية للمشروع مساوية تماما للقيمة الحالية للتكاليف الاستثمارية للمشروع .
• صافي القيمة الحالية : وهي عامل حاسم في المفاضلة بين المشاريع التي تتساوى فيها قيم الاختيار ، لذلك يتعين اختيار أي مشروع له صافي قيمة حالية ايجابية ورفض أي مشروع له صافي قيمة حالية سلبية .
• فترة الاسترداد : تضع بعض المؤسسات الصناعية فترة قصوى لاسترداد رأس المال لتحديد مستوى قبول المشروع وترفض كل مشروع تجاوز تلك الفترة .
3-العوامل التسويقية : من العناصر الأساسية لاختيار المشروع هو
دراسة السوق باستفاضة وذلك لتحديد حجم سوق المنتج واسعاره وامكانيات استيعابه في السوق المحلية واسواق التصدير وتشمل المجموعة :
• احتمالات التصدير : أحد العوامل الرئيسية فى إختيار المشروع هى فرصة المشروع فى التصدير إلى الأسواق الدولية،وخاصة إذا كان إحتمال قبول المنتج فى السوق المحلى ليس على درجة كبيرة، فهناك العديد من المشروعات التى تقوم أساسا على التصدير.
• درجة المنافسة فى السوق: لابد من معرفة درجة وشدة المنافسة فى السوق الذى سيعمل فيه المشروع، وبالتالى يمكن إتخاذ التدابير التى تمكن المشروع من الإستمرار فى السوق ومواجهة المنافسة.
• درجة نمو السوق : تزايد نمو السوق يعني زيادة حجم المبيعات، وبالتالى درجة نمو الأسواق هى من العوامل الهامة التى تحدد درجة إختيار المشروع.
• حصة المشروع في السوق :وهي في ابسط صورها قياس نسبة المبيعات التي قد يحصل عليها المشروع في السوق . وكلما زادات هذه الحصة كلما كان ذلك دافعا لقبول المشروع.
• حجم المبيعات : وهو لا يعتمد فقط على كمية المبيعات ولكن يعتمد ايضا على حصة المشروع فهذه النقطة مرتبطة بالسابقة فكلما زادت الحصة السوقية كلما إنعكس ذلك على حجم المبيعات .
4- العوامل الفنية : وهي تتعلق بتكيف المشروع مع الظروف المحلية وتشمل :
• المحافظة على البيئة : وتتطلب مفاوضات صعبة مع مصنعي معدات المنشأة اذ ان متطلبات مراقبة التلوث قد تزيد من رأس المال المستثمر والتكنولوجيا المطلوبة للمشروع . وتقاس درجة شدتها بمستوى المشاكل البيئية المتوقعة فكلما كان المشروع اكثر استعدادا للمحافظة على البيئة ارتفعت افضلية اختياره .
• وضع الملكية : هناك اربع قنوات رئيسية تبدو اكثر اتصالا بعملية اختيار المشروع وهي : 1- المشاريع المشتركة ، 2- اتفاقات الترخيص ، 3- المساعدة الفنية ، 4- مشاريع تسليم المفتاح ، وتقاس درجة شدتها حسب تسلسلها وتعطى الافضلية للسابق في الترتيب .
• تنويع الانتاج : كلما تنوعت منتجات المشروع زادت افضلية اختياره وحددت درجة شدته بعدد خوط الانتاج .
• جودة المنتج : فكلما كانت المنتجات التى سيقدمها المشروع ذات جودة عالية كلما لاقت درجة واسعة من الرضاء من قبل العملاء.
مسئولية مدير المشروع
غالبا ما تكون إدارة المشروع مسئولية مدير مشروع واحد. غير أنه نادرا ما يشارك بنفسه مباشرة في المهام المطلوبة للحصول على النتيجة النهائية، عوضا عن ذلك فإنه يكافح في سبيل استمرار تقدم العمل والحفاظ على تواصل بنّاء بين الأطراف المختلفة بالطريقة التي تساعد على تقليل المخاطر من فشل المشروع .
عادة ما يكون مدير الشروع ممثلا لطالب المشروع أو الخدمة “العميل“، ويقوم بتحديد وتنفيذ ما طلبه العميل بالتحديد معتمداً على خبرة المنشأة التي يمثلها. وتعد المقدرة على التكيف مع الإجراءات المختلفة والمتبعة داخليا ضمن منشآت أطراف العقد، وبناء الروابط بين ممثليهم أمران جوهريان لضمان ادراك ومعرفة القيمة / التكاليف، والوقت، والجودة، و رضا العميل.
وأي كان مجال تنفيذ المشروع، فإن مدير المشروع الناجح هو الذي يستطيع أن يضع تصوراً للمشروع من بدايته وحتى نهايته وأن تكون لديه القدرة والخبرة الكافيتين لضمان تنفيذ هذا التصور.
وفي مختلف أنواع المنتجات أو الخدمات سواءاً كانت بنايات، مركبات، إلكترونيات، برامج كمبيوتر، خدمات اقتصادية، إلى آخره… فإنه غالبا ما تتم متابعة تنفيذها عن طريق مدير المشروع بينما يتم تشغيلها عن طريق مدير المنتج أو الخدمة.