القائد بين الإنسانية والمهنية ” شعرة معاوية في القيادة”

القائد بين الإنسانية والمهنية

” شعرة معاوية في القيادة”

دكتور

عبدالرحيم محمد

استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

أستاذ الإدارة العامة المساعد كلية المجتمع

drabdo68@yahoo.com

مما لاشك فيه ان القيادة تلعب دورا أساسيا ومحوريا في إدارة المنظمة وتوجيهها الاتجاه الصحيح لتحقيق رؤيتها ورسالتها من خلال مجموعة من القيم والأهداف  استراتيجية. فالقيادة هي  القدرة على التأثير في الناس وتوجيههم نحو الهدف.  وبمراجعة تاريخ المنظمات الناجحة   نجد أن القيادة هي التي جعلتها  على ما هي فيه الان ، على سبيل المثال شركات مثل  أبل ومايكروسوفت  وغيرها من الشركات الكبيرة،  لعبت القيادة  فيها دورا رئيسيا في وصولها إلى مكانتها العالمية.  وكذلك الحال في المؤسسات الحكومية المتطورة عالميا كانت القيادة هي صاحبة السبق والمبادرة في تطويرها، والدول التي نجحت او تعمل في طريق واضح لتحقيق مكانة عالمية ، يتضح ان السبب في ذلك القيادة أيضا.  وهذا لا يعني ان النجاح كله  ينسب إلى هذا القائد ، هذا غير صحيح، لو حاورنا القادة الذين حققوا نجاحات كبيرة سيقولون أننا وصلنا إلى ذلك بما نملكه من موارد مادية استطاعت الموارد البشرية في المنظمة  والتي تتميز بالإبداع والإرادة في الاستفادة من  تلك الموارد  في تحقيق أهداف المنظمة.

 اذا القائد هو الشخص الذي يستطيع أن يفهم الإمكانيات المتاحة لدية ويعمل على تعظيمها  والاستفادة منها في قيادة المنظمة، والقائد الحقيقي هو الذي يركز فقط على نقاط القوة لديه ويحدد نقاط ضعفة ويرتكها للموظفين او الاستشاريين لمساعدته في أداء الأشياء التي هو غير ملم بها، كما أن القائد هو الذي يسند للموظفين المهام التي تتناسب مع مؤهلاتهم وقدراتهم ومهاراتهم.

وحتى يحقق القائد النجاح  فهاك عنصرين مهمين  يجب عليه مراعاتها: العنصر الأول وهو المهنية ، ويقصد بها خبرته وقدرته على التعامل مع مختلف القضايا التي تواجه المنظمة وتجهه الاستراتيجي نحو المستقبل، وكيفية التعامل والاستفادة من الموارد البشرية والمادية لديه لتحقيق رؤية المنظمة.  العنصر الثاني هو الإنسانية  ويقصد بها أسلوب ومهارة التعامل مع جميع العاملين في المنظمة، والمشكلة التي تواجه قائد المؤسسة هي كيفية التوازن بين الجانب المهني والجانب الإنساني، لأنه لو طغى الجانب المهني على الجانب  الانساني ربما يجعل هذا  من القائد دكتاتورا وبالتالي كراهية العاملين له  وفي النهاية يصل إلى مرحلة الفشل، وإذا زاد الجانب الإنساني على الجانب المهني  ربما يصل بالمنظمة إلى مرحلة عدم الالتزام والفوضى . ولهذا يجب على القائد الموازنة بين الجانبين . فشعرة معاوية هى “بيني وبين الناس شعرة إن شدوها ارخيتها وإن أرخوها شددتها” . فالتوازن مطلوب في  القيادة . وبالتالي غالبا ما تتأثر شعبية القائد في كثير من الأحيان نتيجة اهتمامه بالصالح  العام اكثر من الاهتمام بالأمور الخاصة  التي تجعله محبوبا في الأجل القصير ،  ولكن في الحقيقة على المدى الطويل  يتفهم الجميع ان هذه القرارات كانت صحيحيه والتالي تقل مقاومة التغيير، لان  القيادة تعتمد في عملها  على الرؤية الاستراتيجية اكثر من العمل التشغيلي.  ولهذا يجب على القائد تعريف الموظفين بمنهجية التطوير و النتائج والمتربة عليها. في حقيقة الأمر أي تطوير لابد أن يكون قبله معاناه لأن التطوير يحتاج إلى تغيير والتغيير هو  وسيلة التطوير، ومن المتعارف عليه ان لكل تغيير مقاومة ، من هنا يتطلب الأمر من القائد تحقيق التوازن بين  المهنية والإنسانية، واتباع سياسات عامة طويلة الأجل وفي نفس الوقت اتباع سياسات عامة قصيرة الأجل لمعالجة آثار التغيير.

 للحصول على المقالة من هنا القائد بين الإنسانية والمهنية

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On