الثقافة التنظيمية بين الواقع والمرغوب

  الثقافة التنظيمية بين الواقع والمرغوب

دكتور

عبدالرحيم محمد

مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

عضو هيئة تدريس (منتدب ) كلية التجارة والأعمال – جامعة لوسيل

drabdo68@yahoo.com

 

الثقافة التنظيمية هى القيم والمعتقدات التي تشكل فكر العاملين في المنظمة  وتساعدهم على فهم بيئة العمل في ضوء مجموعة من المعايير والضوابط  التي تحدد السلوك المطلوب في المنظمة. وتتأثر الثقافة التنظيمية بالعديد من العوامل مثل قيم القادة وعمر  المنظمة وبيئة العمل. وعملية فهم الثقافة التنظيمية  يعتبر مرتكزا اساسيا في تطوير وتحسين أداء المؤسسة وتعزيز التواصل والتعاون بين أعضائها.

 وتحتاج المنظمة كل فترة من الزمن إلى قياس الثقافة التنظيمية الحالية السائدة في المنظمة  ومقارنتها بالثقافة  المرغوب فيها  وتحديد الفجوة بين الثقافتين، وبالتالي كلما انخفض الفرق بينهما  كلما قلت الفجوة الثقافية والعكس صحيح تماما.

وهناك الكثير من مناهج قياس الثقافة التنظيمية مثل منهج محفظة الثقافة التنظيمية ويقيس الثقافة من عدة أبعاد وهى الابداع والتوازن والتوجه نحو النتائج واحترام العاملين والعدائية والتوجه نحو فرق العمل والاهتمام بالتفاصيل، أيضا منهج بعنوان مقياس الثقافة التنظيمية، ويركز على الثقافة  البنائية التي تشمل الانسانية والانجاز والانتساب وتحقيق الذات، كما يركز على الثقافة الدفاعية  الكامنة والتي تشمل، الموافقة والتقليد والاعتمادية والتجنب.

و من أهم مناهج قياس الثقافة التنظيمية(OCAI)  Organizational Culture Assessment Instrument ، وهو عبارة عن أداة تقييم تستخدم لقياس الثقافة التنظيمية في المنظمات تم تطوير OCAI من قبل كيم كام وروبرت كوين في عام 1990، ويستند إلى نموذج تنظيمي هو  إطار القيم التنافسية   Competing Values Framework   .يهدف نموذج   OCAI إلى مساعدة المنظمات في فهم ثقافتها التنظيمية الحالية وتحديد الثقافة المستهدفة التي ترغب في تحقيقها. يعتمد OCAI على استطلاع يطلب فيه من الموظفين تقييم قيم وممارسات المؤسسة بناء على أربعة أنماط ثقافية رئيسية وهى ثقافة القبيلة  والثقافة الابداعية والثقافة الهرمية وثقافة السوق.

باستخدام هذه الأداة، يمكن للمنظمات تحديد نقاط القوة والضعف في ثقافتها التنظيمية وتطوير استراتيجيات لتعزيز القيم والممارسات التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المؤسسية المحددة.

ثقافة القبيلة (العشيرة)   Clan Culture

وهى ثقافة اللامركزية والارسمية وتوجه المنظمة يكون إلى الداخل  وتكون المنظمة فيها على درجة عالية من التماسك وتعمل بروح الفريق  والنمط القيادي فيها هو النمط الأبوي  الذي يراقب ويقدم التسهيلات للمرؤوسين وتتميز العلاقات بانها قائمة على الولاء  وتركز على تطوير العنصر البشري  والالتزام باخلاقيات العمل  وبناء العلاقات  وتكون عمليات اتخاذ القرار قائمة على المشاركة.

 ثقافة الابداع Adhocracy Culture

تتسم ثقافة الابداع  باللامركزية والرسمية ويكون توجه المنظمة إلى الخارج.  وتتمثل قوتها في سرعة التغيير والتكيف وتركز على الابتكار والمخاطرة والإبداعية ، وتتميز هذه الثقافة  بالتكيف والدعم الخارجي ، والنمط القيادي في هذه الثقافة هو التركيز على النمو وتوفير الموارد الجديدة والابتكار والتركيز على التغيير  وتعمل دائما على التجريب.

 ثقافة السوق Market Culture

 تعتبر ثقافة مركزية رسمية تتجه  نحو السوق و انجاز الأهداف  والتنافس وتركز على التوجه خارج المنظمة وتسعى لتحقيق الإنتاجية والكفاءة القصوى ،  وتركيزها الاساسي يتجه نحو الربح من خلال المنافسة والانجاز والنمط القيادي بها هو  النمط الصارم  الذي يركز على الانجاز وتحقيق  الميزة التنافسية والتفوق في السوق.

 الثقافة الهرمية Hierarchy Culture

الثقافة الهرمية هى ثقافة البيروقراطية والتي تمتاز بالرسمية والمركزية  والتوجه نحو الداخل لتحقيق التوازن والسيطرة وتركز على  الأوامر والإجراءات، ونمط القيادة بها هو النمط المرتب الذي يركز على  تنسيق العلاقات بين الموظفين انطلاقا من الإجراءات والقواعد الرسمية التي تحكم العمل، وتعتمد بشكل أساسي على التركيز على العمليات  وتتصف عملية اتخاذ القرارات بالمركزية.

وبالتالي عملية قياس وتقييم وتقويم  الثقافة التنظيمية لها  دورا حيويا في تحسين أداء المنظمة وتحقيق أهدافها، من خلال فهم عميق للقيم والمعتقدات التي تحكم سلوك أفرادها وتوجهاتهم. وبالتالي عملية القياس المستمرة التي تركز على معرفة الثقافة الحالية وتحديد الثقافة المرغوبة تعتبر اساسا في تطوير أداء المنظمة.

المقالة من هنا قياس الثقافة التنظيمية

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On