الطريق نحو اتخاذ القرار
دكتور
عبدالرحيم محمد
مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي
أستاذ الإدارة العامة المشارك – كلية المجتمع
drabdo68@yahoo.com
القرار هو احد الأمور المهمة في الحياة ، الحياة في الواقع كلها قرارات، الإنسان طوال اليوم يتخذ قرارات منذ ان يستيقظ من نومه حتى يعود للنوم مرة أخرى يتخذ قرارات، فالاستيقاظ من النوم قرار، والذهاب للعمل قرار، وأداء أي شيء قرار، وقراءتك لهذا الموضوع او عدم تكملته قرار. فالحياة هي قرارات، ويرى هربرت سايمون صاحب مدرسة اتخاذ القرارات في الإدارة، أن الإدارة هي اتخاذ قرارات. القرار في ابسط تعريفاته هو الاختيار من بين بدائل.
والقرار يكون نتيجة مشكلة أو قضية معينة تحتاج إلى حل وهنا يتطلب الأمر اتخاذ قرار بشأنها. ويجب ان نعلم انه ليس هناك قرار مثالي ولكن هناك قرار أفضل وهذا يعني أن كل بديل من البدائل لمتخذ القرار والتي سيختار من بينها بها جوانب إيجابية وجوانب سلبية، وبالتالي يتم اتخاذ القرار الذي يحقق أكبر جوانب إيجابية. فمهما بذل متخذ القرار من جهد ليكون حياديا في اتخاذ القرار إلا ان هناك نسبة من التحيز الشخصي ستكون بالقرار، وبالتالي من الصعوبة فصل القرار عن المشاعر، لذلك لأتأخذ قرارا وأنت غاضب ولا تأخذ قرار وانت في حالة سعادة من موقف ما ففي كلا الحالتين ستؤثر المشاعر الإيجابية والسلبية على القرار.
يعتبر القرار هو اصعب شيء في الإدارة نظرا لما سيترتب عليه من التزامات. والأصعب من اتخاذ القرار هو صناعة القرار لأن هذه المرحلة هي المرحلة المؤثرة على اتخاذ القرار فالمعلومات التي يتم تجميعها في هذه المرحلة هي التي على أساسها يتخذ القرار وجودة المعلومة تؤثر على جودة القرار. فالقرار يصنعه كثيرون أما متخذ القرار هو شخص واحد.
وفي الوقت الحاضر تزاد عملية صناعة واتخاذ القرارات صعوبة نظرا للتغيرات السريعة الموجودة في البيئة التي تعمل بها المؤسسات والتي تتطلب السرعة في جمع المعلومات والتأكد من دقتها وفي نفس الوقت السرعة في اتخاذ القرار، وهذا يتطلب من المؤسسات أن يكون لديها نظم حديثة مثل نظم اتخاذ القرار تساعد المسئولين بالمنظمة من تحليل البينات لاتخاذ القرار المناسب. وفي نفس الوقت يحتاج الأمر وجود أفراد لديهم القدرة والمهارة على تحليل النتائج التي يتم الحصول عليها من هذه الأنظمة وتفسيرها بما يمكن من اتخاذ القرار.
من يتخذ القرار يجب ان يكون لديه مهارات تتمثل في القدرة على تحليل البيانات وتحليلها وفهمها وادراك تأثيرها على نتائج القرار المتخذ، فاتخاذ القرار يترتب عليه نتائج إيجابية او سلبية، وبالتالي الدراسة الجيدة للقرار تساهم في تقليل النتائج السلبية. فصناعة القرار هي الطريق نحو القرار، وكلما كانت هذه الطريق واضحة ومحددة وبها علامات تساهم في تقليل المخاطرة وعدم التأكد كلما انعكس ذلك على جودة القرار.
المقالة هنا القرار