البطالة في مصر من المسئول عنها…. المشكلة والحل … الجزء الثاني
عبدالرحيم محمد
استشاري التخطيط الإستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي
نواصل اليوم استكمال الجزء الثاني والأخير من هذا الموضوع، حول البطالة المشكلة وطرق الحل ، وكما ذكرت في الجز الأول أن معظم هذه الحلول المطروحة ليست بجديدة، وليست أيضا في شكل مشروع أو خطة عمل ، ولكن هى أفكار قابلة للتطبيق عجزت الحكومات السابقة عن تحقيقها، لغياب الإرادة السياسية والإرادة الشعبية، أما الحديث في تفاصيلها وآليات تنفيذها بطرق غير تقليدية فهو موجود ، ولكن هذا لا يمكن طرحة في سطور داخل مقالة ، ولكن هذه المقالة دعوة للتفكير لكل المهتمين في الموضوع للنظر إليه والتفكير من زوايا مختلفة ، فلا يمكن لشخص واحد أن يحل هذه المشكلة، ولكنها قضية قومية يشارك فيها الجميع القيادة والحكومة والشعب، والبحث عن آليات تنفيذ وطرق مبتكرة لتنفيذ هذه الأفكار التي أعرضها في هذا المقال والتي فشلت فيها الدولة من قبل، كما يحتاج المر إلى دراسة تجارب الدول السابقة الناجحة هذا المجال، وهذا هو التحدي أمام الجمهورية المصرية الجديدة، نتابع هنا باقي عناصر الموضوع:
4- إعادة هيكلة الصندوق الاجتماعي للتنمية وتغيير سياسات العمل بالصندوق والتركيز على المشروعات الجماعية أكثر من المشروعات الفردية ، بمعنى أن يكون المشروع مشاركا به أكثر 5 أفراد من خلال تشجيع مفهوم فرق العمل، وبالتالي وهذا يشجع الشباب على عدم الخوف من الفشل وزيادة حجم المشروع وزيادة عدد العاملين فيها والاستفادة من الطاقات والقدرات وتقليل نسبة الباحثين عن عمل .
5- المشاركة الفعالة بين الدولة والقطاع الخاص والصندوق الاجتماعي للتنمية وقطاع البنوك على إنشاء مشروعات مشتركة لتوفير فرص عمل للشباب على أن تكون هذه المشروعات إما تحقق احتياجات المجتمع المصري أو تنتج بغرض التصدير والدخول للأسواق الخارجية أو الاثنين معا.
6- التوسع في عملية استصلاح الأراضي من خلال الدولة والقطاع الخاص وإعطاء كل مجموعة من الشباب قطعة أرض مع توفير البنية الأساسية لها وتركيز الزراعة في هذه الأرض على إنتاج القمح أو إنتاج منتجات تصدير وخاصة المنتجات العضوية التي تلقي قبولا في الأسواق الخارجية.
7- توطين الصناعة خارج القاهرة الكبرى ، من خلال عمل مدن صناعية جديدة، على تكون هذه المدن الصناعية عبارة عن جزئين الجزء الأول خاص بالمصانع الكبيرة ، والجزء الأخر خاص للصناعات الصغيرة، فهناك نسبة كبيرة من الشباب يعملون في القاهرة من مختلف أنحاء الجمهورية وهذا أدى إلى زيادة الهجرة الداخلية وأدى إلى ظهور العشوائيات حول القاهرة الكبرى، وزيادة وازدحام السكان، وبالتالي إنشاء مصانع في محافظات بني سويف، الفيوم، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، أسوان ، الوادي الجديد، و محافظات الدلتا وباقي محافظات الوسط والشمال، تركز هذه الصناعات على تصنيع المنتجات المحلية سواء كانت زراعية أو تصنيعية لمواد موجودة بالبيئة.
8- التوجه نحو محافظة مطروح التي تمثل 22.5% من مساحة الجمهورية وهى ربع مساحة مصر تقريبا وإنشاء مشروعات تخدم بيئة مطروح وسكانها وبالتالي نقل قطاع كبير من السكان إلى هذه المحافظة والاستثمار في مجال الزراعة والصناعة والتعليم، وإنشاء جامعات متخصصات لخدم محافظة مطروح ومن يلتحق بهذه الجامعات يعمل بالصناعات والمشروعات المقامة على ارض هذه المحافظة.
9- التوجه نحو سيناء وإعطاء الشباب امتيازات للتوسع في الزراعة والصناعة ، وإقامة منطقة صناعية جديدة في سيناء وقبل كل هذا توفير البنية الأساسية من طرق ومياه وكهرباء ومدارس ومستشفيات وجميع المرافق حتى تكون هذه المناطق جاذبه للشباب، وبالتالي نقل عدد كبير من السكان لتعمير منطقة سيناء .
هذه التصورات تساعد في كل مشكلة البطالة وتخفيف عدد السكان من منطقة الوادي الضيق وزيادة الإنتاجية ورفع متوسط دخل الفرد السنوي والنهوض بجمهورية مصر العربية.
هذه المحاور الأساسية للرؤية المقترحة لمشكلة البطالة ، المر يحتاج إلى كيفية وضع آليات تنفيذ وترجمة هذه الأفكار في شكل مشروعات وبرامج ووضعها على أرض الواقع وتحديد اى من هذه النقاط له الأولوية للبدء فيه. حفظ الله مصر قيادة وحكومة وشعبا