مما لاشك فيه أن التخطيط الاستراتيجي يلعب دورا كبيرا في نجاح المؤسسة وتطويرها، وهو أحد المحددات الرئيسية في نجاح المنظمات، ولكن يجب أن نعلم أن التخطيط الاستراتيجي حتى يحقق أهدافه لابد من تنفيذه بطريقة صحيحيه ، لأن الخطة الاستراتيجية بلا تنفيذ تصبح عديمة الجدوى ، المشكلة الأكبر التي تواجه التخطيط الاستراتيجي هو فجوة التنفيذ ، وهى الفرق بين الخطة الاستراتيجية والمنفذ فعلا، فعدم توافر إمكانيات التنفيذ تصبح الخطة بلا جدوى.
وهذا يتطلب من المؤسسة أن يكون لديها إدارة للتغيير ويقصد بها القدرة على تغيير ثقافة وفكر الموظفين إلى تقبل الخطة الاستراتيجية وأول خطوة في تطبيق ادارة التغيير هو التوعية والتثقيف بالخطيط الاستراتيجي وأهميته وضرورة تقبل الموظفين للخطة ، يلي ذلك توافر المتطلبات والامكانيات اللازمة للنجاح وهى النواحي المادية والبشرية.
تحتاج الخطة الاستراتيجية إلى أن تترجم إلى برامج ومشاريع وخطط تشغيلية حتى يمكن متابعتها والتأكد من تنفيذها وإعداد التقارير ، يتطلب تنفيذ الخطة الاستراتيجية إلى ان يكون لدى المؤسسة نظام لقياس يتضمن معايير ومؤشرات أداء حتى تستطيع المؤسسة التأكد من أنها تعمل في الإطار المحدد وطبقا للخطة الموضوعة
ولنجاح الخطة الاستراتيجية لابد من تحقيق التراصف ويقصد به جعل جميع الموظفين في المؤسسة يعلمون معا نحو تحقيق اهداف المؤسسة، وهذا مطلبا رئيسيا لتحقيق أهداف المؤسسة.
ضرورة التركيز على إدارة الإبداع والابتكار وتطبيق هذه المنهجيات في العمل والاهتمام بها أكثر من الاهتمام بإدارة الانتاجية ، لأن الدراسات تشير إلى أن 75% من العائد في المنظمة يتحقق من العناصر غير الملوسة والمتمثلة في الأفكار والمقترحات.
وفي النهاية يجب العلم بأن تنفيذ الاستراتيجية أكثر أهمية من صياغة الاستراتيجية نفسها، وأن اهم المشكلات التي تواجه الاستراتيجية تتلخص في التنفيذ والتقويم المستمر.
دكتور
عبدالرحيم محمد عبدالرحيم
استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب
عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر
drabdo68@yahoo.com
www.dr-ama.com