القيادة الإدارية وأثرها في إدارة الموارد البشرية استراتيجياً
دراسة ميدانية في المنظمات الحكومية في محافظة الناصرية /العراق
الباحث
صلاح هادي الحسيني
رسالة مقدمة إلى مجلس كلية الإدارة والاقتصاد في إلاأكاديمية العربية
في الدنمارك وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير
في إدارة الأعمال
بأشراف
الدكتورة اعتصام الشكرجي
منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ووهبهُ نعمة العقل والتفكير والتدبر والتحليل واكتشاف الحقائق كلفهُ بإدارة الأرض وعمارتها وخلافتها ولم يأت ذلك التكليف من فراغ ولكن كان لعلم الصانع (جل وعلى) بصناعته أثراً في اختياره وتكليفه.
ولا يخفى على أحد أن العمارة والإدارة والخلافة تحتاج إلى عوامل إنتاجية مكملة (الموارد الطبيعية، التقنيات، رأس المال، موارد بشرية) للوصول إلى مخرجات تلك الفعاليات وما يترتب عليها من أثار على مختلف الأزمنة والعصور.
لقد تبين للإدارة الحديثة بعد دراسة معمقة حول أهمية عناصر الإنتاج وتحديد أولوياتها أن توفر موارد مادية، طبيعية، تقنية، معلوماتية ... لا يمكن أن تصل إلى المصدر الحقيقي لتكوين القدرات التنافسية المستمرة أن لم يتوفر فيها عنصرين رئيسيين هما موارد بشرية مختارة بدقة ومعدة وفق أسس مهنية وعلمية، وقيادات مؤثرة مطلعة على أنماط وقوانين وأنظمة العمل.
لذلك سعت مدارس الإدارة الحديثة لدراسة العنصر البشري دراسةً أتسع مداها للاستعانة بالعلوم الإنسانية، والنفسية، والاجتماعية... بصفته أهم عناصر العملية الإنتاجية من حيث امتلاكه لقدرات عالية ومستمرة من العطاء، وللتراكم المعرفي للخبرات، ولقدراته على الإبداع الفكري وغيرها من الصفات المرتبطة بالتركيبة الوجودية والعقلية للإنسان.
لقد ساهمت هذه الدراسات من خلال مراحل متعاقبة في فتح أفاق المعرفة إمام العنصر البشري من خلال تغيير نمط التفكير السائد آنذاك باستغلال الإنسان كآلة لتأدية الوظائف إلى السعي الجاد لتنمية قدرات الإنسان الفكرية وطلاق ألفرصة أمامه للإبداع والتطوير والابتكار من خلال خلق الشعور بالمسؤولية لديه وفتح أبواب المشاركة والمساهمة فكراً وعملاً في مختلف أنواع المخرجات.
إن ما تتمتع به الموارد البشرية من مميزات وقدرات هي التي تصنع التجدد والنجاح المستمر بمبتكراتها واختراعاتها والياتها المتبعة في إدارة وقيادة العملية الإنتاجية بانسيابية وسلاسة وإتاحة ألفرصة لتلك المخترعات للخروج إلى حيز التنفيذ.
لذلك لم تكن النجاحات في عالمنا المعاصر وليدتاً للصدفة أو ضرباً من ضروب العفوية ولكن هي تلك العوامل الإنتاجية متحدة تحركها عقول قيادات بارعة في أدارة منظماتها أو مجتمعاتها نحو تحقيق الأهداف الخاصة والعامة.
أن مساهمة القيادات الإدارية في خلق أجواء العمل الجماعي بين العاملين ومختلف الإدارات والفروع، ونشر الوعي التنظيمي الداعي للمشاركة وتناقل الأفكار وإنشاء أنظمة للاتصال بين مختلف المستويات تتميز بالسهولة والأنسابية في حركتها تركت بصمة واضحة في التقدم الحاصل في مختلف المجالات التي نشهدها اليوم.
إن المجتمع العراقي كأي مجتمع أخر يعيش بدايات التغيير بحاجة إلى حركة نهضوية، توعية، فكرية، ينصب اهتمامها على العنصر البشري كعامل رئيسي من عوامل الإنتاج ومحاولة التخلي عن الأساليب التقليدية القديمة المتبعة (أدارية / قيادية) والاعتماد على القيادات الإدارية العلمية الواعيةُ منها للمساهمة في ممازجة عوامل الإنتاج بما يخدم الفرد والمؤسسات والمجتمع، ولقد قسمت الدراسة الحالية على أربعة فصول موزعة إلى بابين أولهما نظري والثاني ميداني وعلى الوجه الأتي:
- الباب الأول: ويتمثل الجانب النظري فصلان هما:
- الفصل الأول ويحمل عنوان"الأسس العامة للموارد البشرية والقيادة الإدارية" والذي يتضمن مبحثان.
* المبحث الأول وحمل عنوان "مفاهيم الدراسة" والتي تضمنت مفاهيم كل من (الإدارة، أدارة الموارد البشرية، رأس مال فكري، إدارة معرفة، إدارة الموارد البشرية إلاستراتيجية، القيادة).
* المبحث الثاني ويحمل عنوان" القيادة الإدارية الأسس والنظريات ".
- إما الفصل الثاني الذي هو تحت عنوان " انعكاسات القيادة الإدارية في أدارة الموارد البشرية الإستراتيجية " فقد تضمن مبحثين:-
* المبحث الأول: الحركة التاريخية لإدارة الموارد البشرية.
* المبحث الثاني : دور القيادي في أدارة الموارد البشرية .
- الباب الثاني: وقد ضم الجانب الميداني للدراسة والذي تألف من فصلان هما:
- الفصل الثالث الذي كان تحت عنوان " الإجراءات العلمية لمنهجية الدراسة " واشتمل على مبحثين:
* المبحث الأول: فقد جرى التوقف على منهج وفرضيات الدراسة ونمط ومجال الدراسة، وتصميم العينة، وسائل جمع البيانات وتبويبها وتصنيفها وتكوين الجداول الإحصائية.
* المبحث الثاني: فقد وضع تحت عنوان "عرض وتحليل بيانات الدراسة " وقد تضمن:
أولا: البيانات ألعامه، ثانياً: بيانات عن القيادة الإدارية وإدارة الموارد البشرية، ثالثاً: بيانات عن الخصائص الشخصية للقيادة الإدارية وإدارة الموارد البشرية استراتيجيا، رابعاً: بيانات عن المؤهلات العلمية للقائد الإداري وقيادة أدارة الموارد البشرية، خامساً: بيانات عن القيادة الإدارية ورأس المال الفكري، سادساً بيانات عن القيادة الإدارية والميزة التنافسية، سابعاً: بيانات عن القيادة الإدارية وخلق أدارة معرفه.
- إما الفصل الرابع وضع تحت عنوان " النتائج والتوصيات " وتضمن مبحثين:
* المبحث الأول: نتائج الدراسة.
* المبحث الثاني: التوصيات.
الرسالة: القيادة_الإدارية_وأثرها_في_إدارة_الموارد_البشرية_استراتيجياً[1