أهم أفكار كتاب: من قال أن الأفيال لا تستطيع ان ترقص ؟
دكتور
عبدالرحيم محمد
مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي
عضو هيئة تدريس (منتدب) جامعة لوسيل
كتاب Who Says Elephants Can’t Dance? لمؤلفة لو جيرستنر (Louis V. Gerstner, Jr.)
يعرض هذا الكتاب رؤية و شهادة واقعية من داخل عالم الأعمال حول التحول الجذري الذي قاده لو جيرستنر في شركة IBM خلال فترة التسعينيات. يروي الكتاب قصة إعادة إحياء واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم من شفا الانهيار إلى العودة كمنافس قوي في السوق.
تبدأ القصة بحلول أوائل التسعينيات، عندما كانت IBM تواجه أزمة خطيرة، بعد أن كانت رائدة في صناعة الحواسيب، وجدت الشركة نفسها غير قادرة على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق. حيث زادت المنافسة من الشركات الصغيرة التي قدمت حلولا أرخص وأكثر ابتكارا، مما أدى إلى تراجع IBM في المبيعات وتكبدها خسائر مالية ضخمة.
وعندما تم تعيين جيرستنر كرئيس تنفيذي في عام 1993، كانت التوقعات تشير بأن الشركة ستنهار قريبا أو ستضطر إلى تقسيم نفسها إلى وحدات أصغر لمحاولة إنقاذ بعض أجزائها. لكنه جاء برؤية مختلفة تماما، حيث رفض تفكيك IBM وبدلا من ذلك قرر إعادة هيكلتها بالكامل. ولهذا وضع استراتيجية ركزت على عدة أهداف الهدف الأول تغيير الثقافة التنظيمية في الشركة وهذه كانت إحدى القضايا الأساسية التي لاحظها جيرستنر عند وصوله إلى IBM كانت الثقافة الداخلية الجامدة والمنفصلة عن السوق. تبين له أن الشركة تعاني من بيروقراطية ثقيلة وذلك نتيجة الاعتقاد السائد في الشركة بأن منتجاتها ستظل رائدة بغض النظر عن تطورات المنافسة. وهنا أدرك جيرستنر أن النجاح لن يكون ممكنا دون تغيير هذه العقلية. ولهذا قام بتعزيز روح الفريق، وشجع الموظفين على العمل معا بدلا من العزلة في أقسامهم الخاصة، وركز على أهمية فهم احتياجات العملاء بدلا من التمسك بالمنتجات القديمة. الهدف الثاني التحول من التركيز على الأجهزة إلى الخدمات ، كانت الشركة ، تعتمد بشكل أساسي على بيع الحواسيب العملاقة، لكن السوق بدأ يتحول نحو الحوسبة الشخصية والخوادم الأصغر. وبدلا من محاولة التمسك بالنماذج القديمة، قاد جيرستنر الشركة نحو تقديم حلول وخدمات متكاملة، مما مهد الطريق لنجاح قسم IBM Global Services الذي أصبح فيما بعد أحد أهم مصادر الإيرادات للشركة. والهدف الثالث خفض التكاليف وإعادة هيكلة العمليات ولتحقيق هذا الهدف قام باتخاذ قرارات صعبة، من أهمها تقليص عدد الموظفين، وإغلاق بعض الأقسام غير الفعالة، وتحسين العمليات الداخلية لجعل الشركة أكثر كفاءة. و رغم عدم سهولة هذه القرارات إلا أنها كانت ضرورية لإنقاذ الشركة وإعادة توجيهها نحو الربحية. والهدف الرابع تعزيز العلامة التجارية وإعادة الاتصال بالسوق، عمل جيرستنر على إعادة بناء صورة IBM في السوق. لأنه كان يدرك أن العملاء لم يعودوا ينظرون إلى الشركة كرائدة في الابتكار، لذلك ركز على استعادة ثقة السوق من خلال تحسين المنتجات، وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة، والترويج لصورة جديدة لشركة أكثر مرونة وتكيفا مع التغيرات.
نتيجة هذه الجهود التي قام بها توصل إلى نتائج جيدة بحلول نهاية التسعينيات، كانت IBM قد استعادت مكانتها كشركة تكنولوجية رائدة. انتقلت من خسائر بمليارات الدولارات إلى تحقيق أرباح مستدامة. كما نجحت الشركة في تأمين مكانة قوية في سوق الخدمات، مما جعلها أكثر قدرة على المنافسة في العصر الرقمي الجديد.
يمكن الاستفادة من تجربة القيادة في شركة IBM ان القيادة القوية أساسية في التحول التنظيمي والتركيز على العملاء هو الأساس في النجاح، والثقافة التنظيمية تحتاج إلى تغيير جذري في أوقات الأزمات ، وان هناك ضرورة للتكيف مع السوق لضمان الاستمرارية والبقاء
المقالة من هنا من قال أن الأفيال لاتستطيع أن ترقص؟