إنترنت الأجسام وتأثيرها على إدارة المؤسسات (Internet of Bodies – IoB)
دكتور
عبدالرحيم محمد
مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي
عضو هيئة تدريس (منتدب) كلية التجارة والأعمال – جامعة لوسيل
drabdo68@ yahoo.com
إنترنت الأجسام هو امتداد لإنترنت الأشياء، حيث يربط جسم الإنسان بشبكة من خلال أجهزة يتم ابتلاعها أو زراعتها أو توصيلها بالجسم بطريقة ما. بمجرد الاتصال، يمكن تبادل البيانات، ويمكن مراقبة الجسم والجهاز والتحكم فيهما عن بُعد:
تتضمن أجيال إنترنت الأجسام ثلاثة أجيال : الأجهزة الخارجية: هذه هي الأجهزة القابلة للارتداء مثل ساعات آبل أو أجهزة )فيتبيت( التي يمكنها مراقبة صحة الانسان. الأجهزة الداخلية: تشمل هذه الأجهزة أجهزة تنظيم ضربات القلب، وزراعة قوقعة الأذن، والحبوب الرقمية التي تدخل أجسامنا لمراقبة أو التحكم في جوانب مختلفة من صحتنا. الأجهزة المدمجة: الجيل الثالث من إنترنت الأجساد هو التكنولوجيا المدمجة، حيث يتم دمج التكنولوجيا مع جسم الإنسان وتكون متصلة في الوقت الفعلي بجهاز عن بُعد.
ومن الأمثلة على انترنت الأجسام “الحبوب الذكية” وتحتوي على حساسات إلكترونية ورقائق كمبيوتر قابلة للأكل. بمجرد ابتلاعها، يمكن لهذه الحبوب الرقمية جمع بيانات من أعضائنا وإرسالها إلى جهاز بعيد متصل بالإنترنت.
وفي مجال الأعمال والشركات يمكن أن يكون لإنترنت الأجسام (IoB) تأثير كبير على إدارة الشركات، خاصة في مجالات الصحة والإنتاجية واتخاذ القرارات المعتمدة على البيانات. يمكن استخدام أجهزة IoB لتتبع المؤشرات الصحية، من خلال مراقبة صحة الموظفين، مما قد يقلل من تكاليف الرعاية الصحية ويعزز الرفاهية. قد تساعد بيانات هذه الأجهزة في تهيئة بيئات عمل تعزز الإنتاجية والسلامة عبر منع الإرهاق أو المخاطر المرتبطة بالضغوط. و عند استخدام أجهزة IoB، يمكن تتبع مؤشرات الصحة العامة، مثل مستوى الإجهاد، والنبض، وأنماط النوم، مما يساعد في تخصيص استراتيجيات لتحسين أداء الموظفين وتقليل التغيب عن العمل بسبب المشاكل الصحية. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد البيانات التي توفرها هذه الأجهزة في تحديد الموظفين الذين يعانون من الإرهاق أو الضغوط، مما يمنح الإدارة فرصة لتوفير الدعم المناسب وتحسين بيئة العمل. ومع ذلك، هذا يمكن أن يثير مخاوف بشأن الخصوصية والأخلاقيات، مما يتطلب سياسات واضحة تحترم حقوق الموظفين وتضمن أمان البيانات وشفافيتها، مع الاستفادة من بيانات انترنت الأجسام لتحسين الأداء المؤسسي.
يمكن لإنترنت الأجسام أن تساهم في وضع معايير ومؤشرات أداء تتناسب مع إمكانيات الموظف. من خلال جمع بيانات حول الصحة العامة والرفاهية، مثل مستويات الإجهاد والنوم، يمكن تخصيص المعايير لتتناسب مع قدرة الموظف الفعلية على الأداء. على سبيل المثال، يمكن تعديل أهداف العمل بناء على المؤشرات الصحية للموظف، مما يساعد في تقليل الضغط الزائد وتعزيز الإنتاجية على المدى الطويل.
ولكي تكون الشركات مستعدة لمستقبل انترنت الاجسام فهذا يتطلب منها حماية البيانات الصحية والحيوية الخاصة بالموظفين من خلال وضع بروتوكولات أمان صارمة لمنع الاختراقات وسوء الاستخدام، ضمان الشفافية حول كيفية جمع واستخدام بيانات الموظفين وتقديم ضمانات لحماية خصوصيتهم، تأمين تكنولوجيا متقدمة لدمج وتحليل البيانات المستخلصة من أجهزة IoB وتوظيفها لتحسين الأداء، تقديم التدريب على كيفية الاستفادة من هذه التقنية، توعية الموظفين حول استخدام انترنت الأجسام و خلق بيئة عمل توازن بين تحقيق الفائدة منها واحترام حدود وحقوق الموظفين لتحقيق أقصى استفادة.
الحصول على المقالة من هنا إنترنت الأجسام