القيادة التحويلية Transformational Leadership

القيادة التحويلية Transformational Leadership

دكتور

عبدالرحيم محمد

استشاري التخطيط الاستراتيجي و قياس الأداء المؤسسي

أستاذ الإدارة العامة المساعد (منتدب) كلية المجتمع

drabdo68@yahoo.com

كلمة قيادة تستحضر إلى الذهن صورا مختلفة، فهى تشير إلى القائد السياسي الذي يسعى إلى التعامل مع قضية سياسية معينة، كما تعني القائد المستكشف  الذي يسير في اتجاه معينة للوصول إلى هدف محدد ويتعبه باقي أفراد مجموعته،  وكذلك يكون المقصود منها القائد التنفيذي  الذي يعمل على تطوير استراتيجية الشركة لمواجهة المنافسة. وبالتالي فالقائد هو من يحدد الاتجاه  ويساعد في إلهام الآخرين  ويعمل على إضافة قيمة من خلال تنفيذ الأشياء الصحيحة.  وبصفة عامة القائد لا يسعى لHن يكون الأول ولكن يسعى ليكون الأفضل.

وتعرف القيادة التحويلية بانها المنهجية التي يتم اتباعها  لإحداث التغيير في الأفراد والأنظمة ، هذا التغيير هو تغييرا إيجابيا  يتمثل في تطوير المنظمة والموظفين  وتعزيز الحافز والروح المعنوية لديهم. وطبقا لما حدده Jamed MacGregor  والذي طوره Bernard Bass  يرى ان القائد الفعال هو القائد الذي يمتلك الرؤية التي تساهم في صياغة المستقبل ، ويمتلك القدرة على إدارة وتوصيل هذه الرؤية  وتحفيز الناس نحو العمل على تحقيقها ، كما يقوم القائد الفعال بتدريب وتكون فريق العمل الذي يعمل بكل قوة على تحقيق هذه الرؤية. ويرى أن   القيادة التحويلية هي عملية يساعد فيها الأتباع  بعضهم البعض على الارتقاء إلى مستوى اعلى من الروح المعنوية  والتحفيز ، وطبقا لنهج القيادة التحويلية فإنها تركز على أن تصنع تحولا كبيرا في حياة الأفراد والمنظمات فهى تعمل على إعادة صياغة التصورات والقيم  وتغيير تطلعات وتوقعات الموظفين، وهذا عكس منهج قيادة العمليات transactional  الذي لا يقوم على الأخذ والعطاء ولكن  يقوم على شخصية القائد  وسماته وقدرته على إحداث التغيير من خلال القدوة وتحديد أهداف صعبة ، والقيادة المعتمدة على العمليات  لا تسعى إلى  إحداث تغيير ثقافي في المنظمة  ولكنها تعمل على الثقافة الحالية  بينما القيادة التحويلية تعتمد على تغيير الثقافة التنظيمية بما يجعل المنظمة قادرة على مواكبة التغيرات العالمية.

كما ان القائد الفعال في ظل القيادة التحويلية هو الذي يتمتع بالقدرة العالية على التواصل والتحفيز والتفويض  والاستماع للأخرين ، ويتميز بالمرونة الكبيرة في حل المشكلات والتعامل بشكل كبير مع المتغيرات.  والقائد في ظل القياد التحويلية هو قائد وقائي وليس قائد على رد الفعل ، بعيارة أخرى القائد هنا يعمل على محاولة الحد من وقوع المشاكل  ولا ينتظر حتى تحدث للتعامل معها، فالقائد الوقائي هو القائد الذي لديه الرؤية على التنبؤ بما يمكن ان يحدث من مشاكل تواجه العمل في المستقبل ويتعامل معها.

وفي هذا المجال أضاف Bernard Bass  الجوانب النفسية للقيادة التحويلية  وتأثيرها على دوافع وأداء التابعين ، ويرى أن قياس المدى الذي يكون فيه القائد تحويليا يكون من خلال مدى تأثيره على الإتباع من حيث شعورهم بالثقة والاعجاب  والولاء  والاحترام مما يجعلهم يعملون بجدية أكبر.  بالإضافة إلى ذلك    يشجع القائد التحويلي الأتباع على ابتكار طرق جديدة وفريدة  لتحدي الوضع الراهن وتغيير البيئة لدعم النجاح.

وتتمثل العناصر الأربعة  للقيادة التحويلية في الآتي:

  • الاعتبارات الفردية ويقصد بها الدرجة التي يحقق بها القائد احتياجات كل تابع  ويعمل كموجه او مدرب له  ويستمع إلى اهتماماته واحتياجاته  ويبقي التواصل والدعم مفتوحا مع التابعين .
  • التحفيز الفكري يقصد به الدرجة  التي يتحدى فيها القائد الافتراضات و يتحمل المخاطر ويستعين بأفكار التابعين   والقائد بهذا الأسلوب يحفز ويشجع  اتباعه  على التفكير وهذا القائد ينظر إلى التعلم بانه قيمة  وينظر للمواقف غير المتوقعة على انها فرصة للتعلم .
  • الدافع المهلم وهى الدرجة التي يعبر بها القائد عن رؤية جذابة وملهمة لأتباعه  ويركز القائد على ذوى المعايير العالية من التابعين  والذين يسعون إلى تحقيق أهداف مستقبلية  والذين لديهم استعداد لبذل المزيد من الجهد  في مهامهم. فهم مشجعون ومتفائلون ويؤمنون بقدراتهم.
  • التأثير المثالي، وهو الذي يقدم نموذجا يحتذى به للسلوك الأخلاقي الرفيع  ويكسب احتراما وثقة الآخرين.

مما سبق يتبين ان القيادة التحويلية تركز بشكل أساسي على تطوير وتغيير ثقافة المنظمة والاهتمام بالعنصر البشري  ورأس المال الفكري و اعتبار الموظفين هم الركيزة الأساسية لتطوير المنظمة.

الحصول على المقالة من هنا

القيادة التحويلية

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On