القيادة والعلاقات الانسانية

القيادة والعلاقات الانسانية

لمحات من كتاب

إكتشف  القائد الذي بداخلك  ( فن القيادة في العمل)

للمؤلف ديل كارينجي

دكتور

عبدالرحيم محمد

مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

أستاذ الادارة العامة المساعد  ( منتدب- كلية المجتمع)

drabdo68@yahoo.com

إن مهارات العلاقات الانسانية الجيدة  التي يتمتع بها القائد في  ادارة  الاخرين هى منطلق نجاح القائد، فهي  تعمل على توجيه الناس  وتشجعهم على التعاون أكثر من المنافسة،  وهذه المهارة تجعل القائد ينظر إلى الموظفين على أنهم اصول للمؤسسة لهم قيمة وليس تكلفة وعبئا عليها. تتطلب هذه المهارة مهارة أخرى من القائد وهى مهارة فن الإلقاء لأنه تمكنه من توصيل رسالته وتوضيح فكرته والتفكير  بوعي  والتعبير  عن أرائهم بحرية.

جاء  في كتاب إكتشف القائد الذي بداخلك ( فن القيادة في العمل للمؤلف ديل كارينجي،  أن “تشالز تشواب” كان يحصل على راتب مليون دولار سنويا  من مصنع الحديد الذي يعمل به، وقال أن هذا الراتب يحصل عليه ليس نتيجه معلومات ومعارف في صناعة الحديد ، ولكن لقدرته على التعامل مع الآخرين في المصنع وحل المشكلات، من مواقفة وهو يتفقد المصنع رأى مجموعة من الموظفين يدخنون تحت لافته مكتوب عليها ممنوع التدخين، لم يكن تصرفة التعامل معهم بعنف ، ولكن تحدث معهم وفي النهاية أعطاهم سجائر وقال لهم وهو يغمض  إحدى عينيه  سأكون شاكر لو دخنتم هذه السجائر  خارج المصنع. هنا عرفوا أنهم اخترقوا القواعد ووصلت لهم الرسالة وكانت أشد تاثيرا.

في الوقت الحالي الذي ندير فيه المنظمات، نحتاج إلى أسلوب وطريقة مغايرة للتعامل مع الموظفين ، مطلوب قيادة مساعدة للموظفين على الانجاز تساعدهم في بناء  رؤية  واقامة علاقات ناجحة والمحافظة عليها وخاصة أن الوقت الحالي التركيز فيه على رأس المال  الفكري.

وأساس العلاقات الانسانية في القيادة هى أن يكون القائد قدوة للآخرين، بعبارة أخرى يفعل ما يقول ويلتزم بما حدد حتى  يتأثر به الآخرين وينفذون ما يخططون، ومن هنا تأتي المبادرات  والأفكار لتطوير وتحسين الأداء.

ولبناء العلاقات الانسانية القوية بين القائد والموظفين يجب أن يعرف القائد أن سبب  تدهور العلاقات الانسانية بين القائد والموظفين هو الخوف، و مصدر  خوف الموظفين  يأتي من تفكيرهم بان القائد لايحبهم ولايقدر أعمالهم ولا أفكارهم في العمل، اذا حدث هذا يعتبر بداية انهيار العلاقات الانسانية في المنظمة. وهذا يتطلب من القائد الخروج من مكتبة والتواجد في مواقع العمل لمعرفة الايجابيات والسلبيات ، والمهارات والقدرات عند الموظفين ، وقراءة ما يدور في عقولهم  من أفكار وفي عيونهم من تساؤلات ورؤي، والاستجابه لها لتطوير  العمل. الخطة الأولى للنجاح هى تحديد مهارتك القيادية لأنها منصة الانطلاق. فالقدرة على الاتصال هى التي تطلق الطاقات داخل الموظفين،  وتحول الأفكار إلى واقع.

هناك الكثير من الموظفين لديهم أفكار ومقترحات ، وقد لا يملكون المهارة لايضاحها أو توصيلها، ولكن المهارة الانسانية لدى القائد وتواصله المستمر مع الموظفين وحواره معهم يمكن أن يكتشف تلك الأمور  ويوظفها لصالح المؤسسة، ويساهم في  وجود والولاء والانتماء من الموظف للمنظمة.وبالتالي على القائد أن يكون منفتحا على الأخرين في المستوى الأعلى منه والمستوى الأقل منه. فكما يقول الكاتب الروماني “بوبلياس سيروس”  أننا نهتم بالآخرين عندما يهتمون بنا.  فكلما كان هناك اهتمام  من القائد بالموظفين كما زاد اهتمامهم به وبالمنظمة. ويلقب رونالد ريجان الرئيس الأمريكي السابق  بملك الاتصالات لأنه طوال حياته السياسية الطويلة كان يستمع لمن يعملون معه.

من الأمور التي يجب على القائد اتباعها عندما يعرض عليه الموظف فكرة معينة، ويرى القائد أنها غير ملائمة ويريد أن يرفضها، يجب أن يفعل ذلك بطريقة رقيقة ومناسبة حتى يعطية فرصة أخرى أن يعود إليه سواء بعد تطوير هذه الفكرة اوعندما تأتي إليه فكرة أخرى.

فالمؤسسات اليوم لن تسطيع أن تحقق أهدافها بالأوامر والتوجيهات ولكن بالحوار والاقناع والقدرة على التاثير في الاخرين.

المقالة من هنا     القيادة والعلاقات الانسانية

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On