التعليم والتدريب ورأس المال الفكري

التعليم والتدريب ورأس المال الفكري

دكتور

عبدالرحيم محمد

استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

أستاذ الإدارة العامة المساعد – كلية المجتمع

drabdo68@yahoo.com

 

مما لا شك فيه ان العنصر البشري هو المورد غير القابل للنضوب،  فمهما تمتلك الدول من إمكانيات مادية  يوما ما ستذهب وتنتهي ، ولكن   المورد الذي يبقي ويستمر هو العنصر البشري، كل الإمكانات المتاحة لا تساوى أي قيمة في حد ذاتها إلا عندما يتعامل معها الانسان ويضيف إليها الأفكار  التي تحولها إلى مكون آخر، فالإنسان هو من يضيف القيمة  للمواد وبدونها تظل المواد  غير ذات قيمة.  وهنا تلعب الإدارة دورا مهما في توظيف الإمكانيات البشرية في إضافة القيمة،  والمشكلة التي تعاني منها الدول اليوم ليست مشكلة مادية  ولكن المشكلة هي مشكلة إدارة، فعندما ننظر  إلى الدول المتقدمة التي تحتل  قائمة الاقتصاد العالمي نجدها تتفوق في راس المال الفكري، اليابان لا يوجد بها ذرة واحد لخامات الحديد ومع ذلك تعتبر أكبر مصد لمنتجات الحديد في العالم ، فهى تحول الحديد إلى منتجات في سيارات وأجهزة وإلكترونيات وغيرها، فقط أضافت القيمة ، هذه الإضافة من العنصر البشري ترفع   قيمة المادة الخام  وتضاعف من قيمتها في السوق ،  وكذلك سنغافورة  لا يوجد بها مواد خام ولكن  تركيزها على التعليم والتدريب جعلها تتصدر دول العالم في الاستثمار البشري وتعد من اقوى الاقتصاديات العالمية. وهناك الكثير من الدول تسير على هذا النهج . وهناك تعريف كلاسيكي يعرفها بانها عندما يتعاون شخصان  لتحريك حجر موجود فوق تل  لا يمكنه التحرك من تلقاء نفسة هنا تبدأ الإدارة، يتضح من التعريف ان هناك فعل ورد فعل وتفاعل ، كل هذه التأثيرات لم تظهر إلا بدخول العنصر البشري. من هذا المنطلق يعتبر العنصر البشري هو الركيزة الأساسية في النهوض بالدول ، فالاستثمار الحقيقي في الانسان، والتركيز على التعليم والتدريب هما الركيزتان الرئيسيتان في نجاح الدول، وهم ركنا الإدارة الأساسيين ، فالتعليم مطلوب لتعريف العنصر البشري بالمبادئ والمفاهيم والمناهج العلمية الصحيحة ، والتدريب هو الجانب الأخر للنهوض بالإدارة وهو التعلم الذي يتحقق من خلال   الخبرة والتدريب المتخصص الذي يركز على رفع المهارات والقدرات  التي تمكن الانسان من التوظيف الجيد للموارد المتاحة. و الاستثمار في رأس المال الفكري أصبح اليوم هو الأساس الذي تعتمد عليه الدول . ويتضح لنا من مراجعة الخطط الاستراتيجية التي وضعتها الدول في السنوات الأخيرة أن التركيز الأساسي على الاستثمار في  العنصر البشري ايمانا منها  أنه المحرك الرئيسي  لنجاحها ولنجاح الإدارة بها. وهذا يتطلب إعادة النظر في منظومة التعليم والتدريب لتحقيق الأهداف الأساسية  و الاتقاء بالإدارة وتطويرها بما ينعكس إيجابيا على تطوير العمل .  وتزداد أهمية رأس المال الفكري حاليا نتيجة زيادة اهتمام الدول  باقتصاد المعرفة، والذي فرضته المتغيرات العالمية والتطور التكنولوجي ، ففي الماضي كان الاقتصاد يقوم على  عناصر تتمثل في الأرض  ورأس المال والعمل  والآن اضيفت إلى هذه العناصر المعلومات ، ففي هذا العصر من يمتلك المعرفة يمتلك القوة وهذه لن تتحقق إلى من خلال تطوير منظومتي التعليم والتدريب لبناء رأس المال الفكري

المقالة من هنا      التعليم والتدريب ورأس المال الفكري

 

 

 

 

 

 

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On