القرار في مراحل إدارة الأزمات

القرار في مراحل إدارة الأزمات

دكتور

عبدالرحيم محمد

مستشار التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

أستاذ الإدارة العامة المشارك  – كلية المجتمع

drabdo68@yahoo.com

 يعرف القرار بأنه  الاختيار من بين البدائل، ويعتبر القرار من أصعب العمليات الإدارية نظرا للنتائج المترتبة عليه، وبالتالي جودة القرار تعتمد على جودة المعلومات. واذا كانت هناك صعوبة في  صناعة واتخاذ القرار في ظل الظروف العادية  والمستقرة، فالصعوبة تكون  اكبر في  ظل الأزمات، نظرا لأن العمل في ظل الأزمات دائما يكون في ظروف عدم التأكد  وتحت ضغط وعدم استقرار ، وبالتالي هناك صعوبة كبيرة في صناعة واتخاذ القرار.

 فالقرارات في وقت الأزمات  تكون صعبة  نتيجة عدم الوضوح  وغياب معايير قياس نتائج  القرار ، كما انها  تتصف بعدم التأكد ودرجة التعقيد الشديدة ، والتداخل والتعارض ، وعدم تقبل الكثير  لها.    ويرجع ذلك إلى ان متخذ القرار نتيجة ضرورة السرعة في اتخاذه ونتيجة التداعي المستمر لأزمة ومرورها من مرحلة الميلاد ثم التصاعد والنضوج   والانتهاء ، كل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى قرارات مختلفة تتناسب وطبيعة كل مرحلة.

 وهنا يأتي دور التنبؤ بالأزمات والتخطيط لها ويتم ذلك من خلال ثلاثة مراحل،  إذا تم دراستها بشكل دقيق وواضح يمكن أن يحسن من جودة القرار، وهذه المراحل هي مرحلة استعداد للأزمة  وهى مرحلة ما قبل الأزمة  وفيها يتم اتخاذ قرارات تمنع أو تقلل من حدوث الأزمة، كما ان بعضها يعمل كنظام للإنذار المبكر الذي يوجه إلى أن هناك ازمة قادة وبالتالي يمكن الاستعداد لها والتعامل معها.   المرحلة الثانية هي مرحلة  مواجهة الأزمة  وفي هذه المرحلة يتم اتخاذ قرارات  في حال وقوع الأزمة بالفعل وهى اصعب المراحل وأصعب القرارات  وهذه القرارات تحاول ان تقلل من الآثار السلبية الناتجة عن وقوع الأزمة والتخفيف من آثارها السلبية، اما  المرحلة الثالثة فهي مرحلة ما بعد الأزمة مرحلة  التعافي واستعادة النشاط وهى تحتاج قرارات في كيفية عودة الوضع إلى مكان عليه وقرارات خاصة بالدروس المستفادة من الأزمة لمنع حدوثها أو تكرارها.

وبالتالي  القرار في ادارة الأزمات ليس قرارا واحد ولكن مجموعة من القرارات الصحيحة  التي تم ذكرها في المراحل الثلاث ، حيث كل مرحلة من مراحل إدارة الأزمة لها طبيعتها وظروفها، وتحتاج إلى دراسة تقييم مخاطر تختلف عن كل مرحلة من المراحل الأخرى، من القرارات المهمة في إدارة الأزمات هي القرارات الخاصة بتحديد السيناريوهات التي يمكن استخدامها في كل مرحلة، فإدارة الأزمة لا تعتمد على سيناريو واحد ولكن يجب أن يكون هناك عدة سيناريوهات في كل مرحلة من المرحلة لأنه في حال تصاعد الأزمة وعدم السيطرة عليها في نقطة معينة يجب ان يكون هناك سيناريو بديل وهكذا.

وتلعب القيادة دورا مهما في صناعة واتخاذ القرار في إدارة الأزمات فقدرة القائد ورؤيته المستقبلية وخبرته ونظرته لتوقع الأزمات وكيفية التعامل معها تلعب دورا مهما في نجاح القرارات في إدارة الأزمة. والقائد هو المسؤول عن القرار وبالتالي يجب أن يراعي ذلك عند صناعة القرار من خلال  الاعتماد على المعلومات الحقيقية المناسبة واختيار ذوي الخبرة الذين يشاركون في صناعة القرار. و هذا متطلب رئيسي في صناعة واتخاذ القرار في وقت الأزمات.

 

المقالة هنا   القرار وادارة الأزمات

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On