المرونة التنظيمية Organizational Resilience
دكتور
عبدالرحيم محمد
استشاري التخطيط الاستراتيجي و قياس الأداء المؤسسي
أستاذ الإدارة العامة المساعد – كلية المجتمع
drabdo68@yahoo.com
مصطلح المرونة يأتي من الكلمة اللاتينية resilire وهى تعني القفز أو القفز للخلف. وهى مفهوم يركز على قدرة المنظمة على توقع التغيير الذي يمكن أن يواجه المنظمة ويعرقل أدائها ومدى استعدادها لهذه المتغيرات والتكيف معها بما يحقق بقائها وازدهارها. كما انه يشرح كيف يمكن للمنظمات البقاء على قيد الحياة والازدهار وسط المتغيرات التي تواجه المنظمات. وتعرف المرونة التنظيمية بانها قدرة أو خاصية أو نتيجة او عملية او سلوك او استراتيجية او نهج أو نوع الأداء او مزيج من هذه العناصر.
المرونة تحدد استمرارية العلاقات داخل النظام وهى مقياس قدرة الأنظمة على استيعاب المتغيرات التي تواجه المنظمة. وينظر الكثير من الكتاب للمرونة بأنها ظاهرة على المستوى التنظيمي تتمثل في قوة الوحدات التنظيمية في التعامل مع الأحداث غير المرغوبة والأزمات أو الحد منها أو ادارتها حتى تستطيع المنظمة الوصول إلى مرحلة التعافي. وبالتالي المرونة التنظيمية هي القدرة على مواجهة الاضطرابات والأحداث غير المتوقعة مقدما بفضل الوعي الاستراتيجي والنظم الادارية التي تمكن المنظمة من التعامل مع التهديدات الداخلية والخارجية.
وتختلف المرونة التنظيمية عن القدرة على التكيف مع المتغيرات ، فالمرونة التنظيمية هي قدرة المنظمة على استعادة الحالة الأصلية وتحقيق التوازن حتى تستطيع الاستمرار في البيئة المضطربة. وتساعد المرونة التنظيمية في تسهيل الإجراءات من خلال التخلص من العمليات الإدارية الزائدة في المنظمة والعمل على اختصار الوقت وتقليل زمن الانتظار وتقليل التكاليف والعمل على تحقيق التطوير والتحديث المستمر للمنظمة.
وتتمثل أبعاد المرونة التنظيمية في عدة أبعاد وهى (1) المرونة الهيكلية أو مرونة الهيكل التنظيمي وهى تشير إلى مجموعة التغييرات التي تتم في التنظيم والتي تسمح للقيادة إضافة بعض الاختصاصات او الاستغناء عن بعضها مما يؤدي إلى تعديل في المستويات التنظيمية. (2) المرونة الاستراتيجية وهى قدرة المنظمة على التنقل والاختيار بين البدائل الاستراتيجية لكى تتمكن من مواجهة المتغيرات البيئية. (3) مرونة العمليات وهى درجة مرونة أنشطة المنظمة وسرعة استجابتها للتحول السريع والمستمر للمبادرات الإبداعية لمواجهة التغيرات المستمرة.
وبالتالي تحتاج المنظمات إلى المرونة التنظيمية نتيجة للعمل في بيئة متغيرة تتصف بالتقلب والتعقيد وتحتاج إلى مواكبة التغيير حتى تستطيع ان تستمر.
المقالة هناالمرونة التنظيمية