الآثار المترتبة على غياب ثقافة الطوابير Queue Culture

الآثار المترتبة على غياب ثقافة الطوابير Queue Culture
 

دكتور
عبدالرحيم محمد
استشاري التخطيط الإستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي

 drabdo68@yahoo.com

لعل الكثير منا شاهد فيلم الفنان أحمد حلمي ” عسل أسود” في مشهد الطابور عندما ذهب إلى الموظف وسأله عن استخراج بطاقة الرقم القومي وأجابه الموظف إما أن تدفع، وإما أن تستخرج الرقم بما يرضي الله ، ويقصد هنا اما الرشوة أو الوقوف في الطابور. هذا بالإضافة إلى ما حدث له في المشاهد الأخرى في الطابور في الفيلم، وهذا يشير  إلى أن غياب ثقافة الطوابير تساعد في نشر الرشوة وضياع حقوق الآخرين.
وفكرة الطوابير هى فكرة مترسخة لدينا ولكثير من الشعوب فمنذ دخولنا المدرسة ونحن نعرف طابور الصباح ومن هنا بدأ الناس يتعرفون على فكرة الطوابير، مما جعلها ركيزة أساسية في حياتنا، وهذا هو الدافع من وراء المقالة المذكور في أخر سطورها.
قد يبدو للبعض غرابة في هذا العنوان ، و يتساءل هل للطوابير ثقافة؟، وقد يكون هذا سؤال منطقي، وفي الواقع له إجابة منطقية، نظرا لأن الإنسان مجبر دائما على الانتظار لأنه لا يذهب إلى الطابور إلا لحاجة معينة ، وليس من أجل الرفاهية، فالطوابير أنواع كثيرة منها  طابور انتظار  المصعد، أو طابور الخبز، أو استلام الراتب أو دفع فواتير ، أو في المطار أو وسائل المواصلات او غيرها من الأمور الحياتية كلها هو مجبر عليها . وقد يختلف طول الطابور وتنظيمية من بيئة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى طبقا للثقافة السائدة.
بداية ما هو الطابور؟
هل سألت نفسك هذا السؤال ما هو تعريف الطابور؟ قد يبدو أنه سؤال مستفز، لأنك تقول كيف تسألني عن شيء أقوم به دائما ومنذ سنوات ولم أسال نفسي هذا السؤال، عموما هو مجموعة من الأفراد   يتواجدون  في موقف ما، هذه المجموعة لها ترتيب معين، وكل شخص فيها يجب أن يكون ملتزم بالدور والترتيب الذي احتله في هذا الطابور ويسمي الطابور بالإنجليزية Queue .
الآثار السلبية لغياب الثقافة الطابورية؟
بداية الثقافة الطابورية هى التزام الناس بالقواعد المتعارف عليها وهى أن يلتزم كل شخص بمكانه ودوره و لا يتعدى حقوق الآخرين، فدخول شخص في دور ليس دوره يعتبر هذا مخالفا لقواعد وقوانين الطابور،و يترتب على ذلك الكثير من المشكلات التي تقع بين الأفراد وتصل إلى المشاجرات وأحيانا إلى الموت. ففي مصر وهى الدولة المزدحمة بالسكان، نجدها تعاني من هذه المشكلة في طوابير الخبز والغاز، والرواتب ودفع الفواتير وتظهر المشاكل  بسب عدم احترام الدور.
المطلوب من رواد الطابور:
يجب على الشخص في هذه المواقف :
• أن يتحلي بالصبر وسعة الصدر
• أن ينظر لظروف الآخرين من منظورهم وليس من منظوره هو.
• أن يستمع لزملائه في الطابور وأن يتحدث معهم .
• تحويل آلام الطابور إلى اكتساب خبرات من الحديث مع الآخرين.
• استخدم التكنولوجيا في استغلال وقت الطابور في المفيد مثل وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تساعدك في الاستفادة من ساعات الطابور
الهدف من المقالة هو السخرية من انتشار ظاهرة الطوابير في الكثير من الدول المزدحمة بالسكان وعجز الحكومات عن حل هذه المشكلات، فهناك الكثير من المشكلات تواجه الحكومات بسبب إنتشار ظاهرة الطوابير، وبالتالي على متخذي القرار العمل على وضع حلولا جذرية تقلل من هذه الظاهرة وتوفر الجهود الضائعة نحو العمل والإنتاج ، وتحقيق الرضا العام عن الدولة، لأن الرضا العام الآن عكس السابق، فهو يقاس بالكيف وليس الكم.
تحياتي إلى الحكومات التي تسعى إلى حل مشكلة الطوابير وتخفيض حجمها حتى يمكن نشر ثقافة الطوابير.

Author: د. عبدالرحيم محمد عبدالرحيم

دكتور عبدالرحيم محمد عبدالرحيم استشاري التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء المؤسسي والتدريب عضو هيئة تدريس (منتدب) – كلية المجتمع – دولة قطر drabdo68@yahoo.com www.dr-ama.com

Share This Post On